شغف الطفولة.. يحول منزل ثمانيني إلى متحف آثار

  • 3/21/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

لم يدر بخلد الثمانيني حمود بن عبدالله القحطاني أن إصراره على حفظ دلة قهوة والده العتيقة التي ورثها بعده سيحوله إلى واحد من أشهر المحافظين على التراث الشعبي ما بين بلدتي بحرة وحداء بمنطقة مكة المكرمة. "وانطلقت رحلته في عشق وجمع الآثار والتحف والمقتنيات الفنية النادرة بداية باحتفاظه بدلة والده وسعيه منذ عقود مضت على جمع المقتنيات التراثية عبر رحلاته المتعددة للكثير من مناطق المملكة الشاسعة. يذكر القحطاني : "أنه عندما توفي والده قبل عقود من الزمن ترك له دلة نحاسية لا يتجاوز ثمنها بضع قروش فضية في تلك الفترة"، ومن هنا بدأت رحلته في جمع التراث والاهتمام به كهواية يعشقها، حيث أنه عاش تجربة جمع هذه المقتنيات الأثرية منذ صباه وجاءت الفكرة عند تلاشيها من المشهد الاجتماعي وبدأت تندثر ورغبة منه في استرجاع الماضي الجميل وأيام الصبا والشباب وتذكر الأحباب من الجيران والأهل في تلك الفترة التي احتضنت الآباء والأجداد. وأضاف حمود: "أنه جمع هذه المقتنيات من محافظة القويعية والرين ومنطقة حصاة قحطان والطائف ومكة المكرمة وجدة وأبها وخميس مشيط وبيشة حيث أن معظمها قدم له كهدية من الأقارب والأصدقاء دعما لتطوير المتحف وإثرائه بتراث الجزيرة العربية"، ويتضمن المتحف على وسائل الفلاحة القديمة كالدلو والقلص والحوض والقربة والهودج والمسامة ومجموعة من العملات والملابس النسائية والأواني الفخارية والحجرية بالإضافة إلى دله عثمانية يتراوح عمرها ما بين 90 إلى 110 أعوام ويشمل المتحف أيضا إلى الأسلحة الشخصية كالبندقية المعروفة باسم (أم فتيل) والرمح العسيري، ويحتفظ القحطاني بثوب سعودي أثري عمره 50 عاما أهداه إليه أحد أصدقائه وقد نُسج من قماش (البفته) والمعروف بثوب "المحاريد" التقليدي، وقد حظي متحف القحطاني باهتمام وزيارة الكثير من الأدباء والمهتمين بالشأن التراثي من داخل المملكة وكذلك السيّاح العرب والأوروبيين. ويطمح القحطاني لأن يكون المتحف مقصداً للباحثين وطلاب العلم والمهتمين بتاريخ المملكة متطلعا إلى دعم هيئة السياحة والآثار بالتوجيه والاستشارة والتدريب للرقي بأعماله المتحفية.

مشاركة :