يقدم مهرجان الساحل الشرقي في نسخته الثالثة المقام حاليا في واجهة الدمام البحرية، عددا من الأركان التي تستهوي الزوار وتقديم المعلومات والمتعة المفيدة، ومنها ركن الغوص الذي يعد من أهم الأركان التي لاقت شعبية كبيرة لدى الزوار، حيث يقدم صورة مصغرة عن أدوات الغوص القديمة التي تمثل بشكلها أمام أعين الزوار بعديد من التفاصيل، ومن ذلك سلة الغوص "الديين"، وسكين فتح المحار "المفلقة"، وسدادة الأنف "الفطام"، وثقل تنزيل الغواص "الحجر"، واللباس الخاص بالغوص التقليدي، والصور التقليدية لأنواع السفن المستخدمة في رحلات الغوص. كما يجد الزائر في ركن الغوص متعة أخرى عند مشاهدة بعض المقتنيات التي تخص عالم البحر وأسراره التي لا تنتهي، حيث يشاهد "كاميرات تصوير بحرية، المرجان البحري، والمرجان الصناعي، وبعض السفن الصغيرة، وشبك صيد الأسماك"، إلى جانب العرض التلفزيوني، الذي يتوافر في الركن لعرض مناطق الغوص في الخليج العربي والبحر الأحمر. كما تفاعل زوار المهرجان مع الأهازيج والمواويل البحرية والألوان الشعبية التي يشتهر بها أهالي المنطقة أيام الصيد والغوص، حيث جسد الشباب بزي رحلات الغوص واقع البحارة قديما. وأبان مخرج ومعدّ العروض في مسرح الساحل الشرقي راشد الورثان، أن هذه العروض بدأت من أيام "الدشة"، وهو بداية دخول البحر، وانتهت بـ "القفال"، انتهاء فترة الغوص، مبينًا أن العمل المقدم هو استعراضي وثائقي شعبي يتحدث عن حقبة زمنية تمتد أربعة أشهر عند البحارة أثناء الغوص، تتخللها أهازيج ومواويل شعبية اعتادها أهل البحر. وأوضح أن العروض المسرحية تستند على معلومات توثيقية تجسد واقع رحلات الغوص في الماضي من خلال مشاهد درامية متنوعة تتسق في صياغة نصّها مع الأحداث التي صاحبت البحارة في رحلاتهم البحرية، والفنون التي كانوا يؤدونها أثناء الرحلة بصحبة صوت "النهام"، الذي يتميز بصوته الشجي ومواويله البحرية الممتعة، مشيراً إلى أن كلمة النهام مأخوذة من النهمة أي الهمة، ودور النهام في رحلة الغوص أكثر أهمية، حيث إنه هو من يعزز لهمة جميع الغواصين، ويرفع معنوياتهم سواءً في تحريك المركب أو الغوص، حيث يقوم بإطلاق أهازيج بأناشيد وقصائد، وذلك لتعزيز همة جميع الغواصين والرفع الكبير من معنوياتهم، وفي الليل أثناء وقوفهم عن الصيد وفي عرض البحر يطلق بعض الأهازيج التي تسترجع ذكرياتهم البسيطة.
مشاركة :