استقطبت الأهازيج والمواويل البحرية في مسرح مهرجان الساحل الشرقي بنسخته الثالثة جموع الزوار الذين تفاعلوا مع عروضها المختلفة في ألوانها الشعبية التي اشتهر بها أهالي المنطقة الشرقية في أيام الصيد والغوص، حيث جسد الشباب بزي رحلات الغوص واقع البحاره قديمًا، وقال مخرج ومعدّ العروض في مسرح الساحل الشرقي راشد الورثان، إن هذه العروض بدأت من أيام "الدشة" وهي بداية دخول البحر، وانتهت ب"القفال" أي ما بعد انتهاء فترة الغوص، مبينًا أن العمل المقدم هو استعراضي وثائقي شعبي يتحدث عن حقبة زمنية تمتد لأربعة شهور عند البحارة أثناء الغوص تتخللها أهازيج ومواويل شعبية اعتاد عليها أهل البحر، وأوضح أن العروض المسرحية تستند على معلومات توثيقية تجسد واقع رحلات الغوص في الماضي من خلال مشاهد درامية متنوعة تتسق في صياغة نصّها مع الأحداث التي صاحبت البحارة في رحلاتهم البحرية، والفنون التي كانوا يؤدونها أثناء الرحلة بصحبة صوت "النهام" الذي يتميز بصوته الشجي ومواويله البحرية الممتعة، مشيراً لأن كلمة "النهام" مأخوذة من النهمة أي الهمة، ودور النهام في رحلة الغوص أكثر أهمية، حيث أنه هو من يعزز لهمة جميع الغواصين ويرفع معنوياتهم سواءً في تحريك المركب أو الغوص، حيث يقوم بإطلاق أهازيج بأناشيد وقصائد وذلك لتعزيز همة جميع الغواصين والرفع الكبير من معنوياتهم، وفي الليل أثناء وقوفهم عن الصيد وفي عرض البحر يطلق بعض من الأهازيج التي تسترجع ذكرياتهم البسيطة، مبيناً أن أغلب أهازيجهم رجوع للدين وذكر الله سبحانه وتعالى. كما وجد الأطفال المترددون على مهرجان الساحل الشرقي متعة خاصة في أركان المهرجان المختلفة حيث تقرر أن يكون هناك العديد من الفعاليات المحببة للأطفال، ومن بين الأركان التي تستهوي أعدادا كبيرة من الأطفال المرسم الشعبي الحر حيث يجد هؤلاء الأطفال في هذا الركن فرصة سانحة لإظهار مواهبهم المختلفة في فنون الرسم الشعبي والتراثي وخاصة وسط الطبيعة الخلابة التي تنفرد بها واجهة الدمام البحرية. ركن الغوص «رحلة» تبحر بزائري الساحل قديماً.. و400 طفل توافدوا على المرسم الشعبي الحر وقد شارك أكثر من 400 طفل في الرسم الحر ومرسم الأطفال والخط العربي ولا تزال هناك أعداد من الأطفال يتوقع توافدهم على المرسم بأعداد كبيرة طوال فترة إقامة المهرجان، وقالت المسؤولة عن المعرض يثرب الصدير إن مشاركتهم في مهرجان الساحل للمرة الثانية بالتعاون مع جميعة الثقافة والفنون بالدمام وميديا سيفن، ويشرف على المرسم الحر معلمتان يقومان باختيار موضوع عن مهرجان الساحل الشرقي ويشرحان للأطفال ذلك ثم يطلبان منهم رسم مافهموه وشاهدوه، وهو مايطلق عليه "المدرسة الواقعية" وتعتمد فلسفة هذه المدرسة على نقل كل ماتراه العين من مناظر طبيعية وتطبيقه كرسم تشكيلي من خلال رسم لوحة تشكيلية، وتقديم الهدايا للمشاركين، بالإضافة إلى تنمية مواهبهم من حيث اختيار الألوان وبعض الأساسيات المهمة، وأضافت يثرب الصدير بمشاركة ثمانية فنانين وفنانات تشكيليات مثل بدرية الناصر وهاجر الدوسري ومؤيد الزيد، يقومون برسم لوحات تشكيلية خلال المهرجان عبر معرض مفتوح ويقومون بالإجابة على استفسارات الجمهور من محبي الرسم التشكيلي وتقديم النصائح الأساسية لرسم أي لوحة تشكيلية، وأشارت الصدير إلى أن قسم الخط العربي يشارك فيه 8 خطاطين بمعدل خطاطين يومياً، يقومان بكتابة أسماء الزوار على بطاقات مصممة خصيصاً للمهرجان ليحتفظ بها الزائر كذكرى جميلة خلال المهرجان، مع تعريفهم بأنواع الخطوط العربية والفرق بين كل خط وآخر. ويعتبر ركن "الغوص" من أحد الأركان التي وجدت شعبية واضحة لدى زوار مهرجان الساحل الشرقي بنسخته الثالثة والمقام بواجهة الدمام البحرية، وتأكدت هذه الشعبية من تهافت أعداد كبيرة من الزوار عليه، حيث وجد الزوار صورة مصغرة من أدوات الغوص القديمة ماثلة أمام أعينهم بالعديد من التفاصيل مما مثل متعة لها مذاق مختلف فها هي أدوات، سلة الغوص (الديين)، وسكين فتح المحار (المفلقة)، وسدادة الأنف (الفطام)، وثقل تنزيل الغواص (الحجر)، واللباس الخاص بالغوص التقليدي، والصور التقليدية لأنواع السفن أمام الزائرين يتنقلوا بينها ويتذكرون الغواصين الذين كانوا يستخدمونها قديما ليعيشوا في رحلة ممتعة إلى الماضي الجميل كجزء من تفاصيل حياة البحر قديما. ثم مايلبث الزائر أن يجد أمام ناظريه متعة أخرى في ركن الغوص، وهي عبارة عن بعض المقتنيات التي تخص عالم البحر وأسراره التي لاتنتهي، حيث يشاهد الزائر كاميرات تصوير بحرية، ومرجان بحري ومرجان صناعي وبعض السفن الصغيرة وشبك صيد الأسماك، كما يستمتع الزوار بعرض تلفزيوني لبعض مناطق الغوص في الخليج العربي والبحر الأحمر. وتوقف الزائرون طويلا أمام العديد من المعلومات التي تعتبر بمثابة "وجبة" منفصلة قدمها كبير مدربي الغوص بالمنطقة الشرقية الكابتن علي حسن الدبيسي، حيث تطرق إلى توضيح الفرق بين الغوص القديم والغوص الحديث وبين أنواع الشعاب المرجانية وأهميتها والمشاكل التي تواجهها الشعاب المرجان وأهمية المحافظة عليها. وقال الكابتن الدبيسي إن الركن الحديث للغوص يضم دمية لغواص متكامل يرتدي بذلة الغوص ومعداتها التي تشمل أسطوانة الغوص، سترة التحكم بالطفو (بي سي دي) منظم هواء، زعانف، بذلة غوص مع قفازات وخوذة، نظارة الغوص، مصباح كهربائي للغوص (كشاف). كما قدم مساعد مدرب الغوص الكابتن مؤيد أحمد الضامن شرحا آخر مفصلا للزائرين عن معدات الغوص الحديثة، وتضمن الشرح عرضا تلفزيونيا علي طريقة التدريب الخاصة بالغوص الحديث في المسبح والبحر وطريقة التنفس على الأسطوانة تحت الماء للأطفال والكبار.
مشاركة :