«نحن نقص عليك»| صالح (٢).. ناقته آية الله لقوم «ثمود»

  • 5/17/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يزخر القرآن الكريم بالقصص التى لم تكن مجرد عرض للتسلية وإنما ليزداد المؤمن ثباتًا على الحق وإصرارًا على مواجهة الباطل، من خلال إطلاعه على مواقف الأنبياء والمرسلين وقصصهم. وكان القصص القرآنى له النصيب الأكبر من قبل علماء المسلمين والباحثين والمفكرين، وخلال شهر رمضان المبارك نستعرض سيرة الرسل والأنبياء حتى تكون عبرة ونهجًا وصراطًا مستقيمًا نسير عليه.فى تلك الحلقة نستكمل قصة نبى الله صالح مع قوم ثمود الذين أنعم الله عليهم ومكنهم من تعمير الأرض واستصلاحها، وأنشأوا فيها جنات وبساتين، واستفادوا من عيون المياه، وتنعموا بزرعها وثمارها، ونحتوا البيوت والقصور، إلا أنهم بغوا فى الأرض وتكبروا، وعبدوا الأصنام، فأرسل لهم نبيه «صالح» ليدعوهم لعبادة الله، إلا أنهم سخروا منه ومن دعوته ووجهوا له الاتهامات، رغم أنه لم يدعوهم إلا لعبادة الله وحده وعدم الإشراك به، وأمرهم بطاعته وحثهم على تقوى الله، مؤكدًا أنه لا ينتظر منهم أجرا، كما ذكرهم بنعم الله عليهم، واستخلافهم من بعد قوم «عاد» وطالبهم بمقابلة نعمه بالشكر وليس بالإفساد والكفر، كما نهاهم عن طاعة المسرفين والمفسدين الظالمين، وهو ما قابله أهل «ثمود» بالسخرية، واتهموه بالسحر والكذب والخداع، ونفوا عنه صفة النبوة. وجعل الله مع صالح عليه السلام آية بينة، ومعجزة واضحة، قدمها لقومه دليلًا على نبوته؛ حيث كانت «ناقة صالح» مميزة فى خلقها وصفاتها، وليست كباقى «النياق» التى عندهم، وكانت هذه الناقة بينة لثمود، وآية لصالح، ودليل بيَّن على أن الله بعثه نبيًا لهم. وتقول الآيات القرآنية عن تلك القصة {وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِى أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ}.وكانت معجزة الناقة هى شربها لماء العين كله، فقد كان شرب الناقة للماء شربًا خاصًا، فقد قسم ماء العين بين الناقة وبين قوم «ثمود، حيث يشربون هم العين يومًا، وتشرب الناقة وحدها ماء العين كله يومًا آخر، وهكذا كان ماء العين بالتناوب بينهم وبين الناقة، وقد حذر صالح عليه السلام قومه عن إيذاء الناقة، أو مسها بسوء، حتى لا يصيبهم عذاب أليم. وربط صالح عليه السلام بين عقر الناقة وبين العذاب الأليم، إذا فكروا أو أقدموا على عقرها أى قتلها، كما حثهم على إكرامها وسقياها، لكنهم لم يستجيبوا له فأقدموا على عقر الناقة وذبحها، بعدما اجتمع كبار قوم ثمود وتشاوروا فيما يجب القيام به للقضاء على دعوة نبى الله صالح، فأشار البعض منهم بقتل الناقة ومن ثم قتل صالح نفسه، واتفقوا فيما بينهم على كافة خطوات الجريمة ومكان التنفيذ، وفى الليلة المحددة، وبينما كانت الناقة تنام فى سلام قتلوه

مشاركة :