رجل حامل يتعلم الفرق بين الذكر والأنثى

  • 5/17/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عندما وصل الرجل إلى المستشفى مصابا بألم شديد في بطنه، لم تعتبر الممرضة حالته طارئة. فقد كان رجلا عاديا يعاني من السمنة، وتوقف عن تناول الأدوية التي تعالج ضغط الدم. في الواقع، كان الرجل حاملا، فهو رجل متحول جنسيا. أمّا آلامه فقد كانت علامة على مخاضه وكان على وشك أن ينجب رضيعا ميتا. وتشير الحالة المأساوية التي نشرتها مجلة “نيو إنغلاند” الطبية الأربعاء، إلى قضايا أكبر في مجتمع يواجه الاختلافات بين الجنسين في الرياضة والترفيه والسياسة. ففي مجال الطب، تمثل هذه الحالة مثالا على خطر عدم التفطن إلى أمراض مثل فقر الدم والتليف الكيسي الذي ينتشر في مجموعات عرقية محددة. وهذا ما أشارت إليه المجلة من خلال درس حالة الرجل. وأكدت الدكتورة دافنا سترومسا من جامعة ميشيغان بمدينة آن أربور أن الهدف من الإشارة إلى هذه الحالة لا يقتصر على نقل حدث لا يتجاوز فردا واحدا. وقالت إنها مثال على ما يحدث لفئة المتحولين جنسيا حين يلتجئون إلى المؤسسات التابعة إلى نظام الرعاية الصحية. وتحدثت أكثر عن الحالة موضحة أن المريض أدرج كرجل في سجلاته الطبية وبدا مظهره ذكوريا، مما دفع الممرضة إلى غض النظر عن حقيقة تطابق أعراض حالته مع علامات المخاض التي مثّلت احتياجاته الطبية الفعلية. ولم تذكر سترومسا مكان ووقت حدوث الحالة، ولم تحدد هوية المريض احتراما لخصوصيته. ويعتبر الرجال المتحولون جنسيا أنفسهم ذكورا ولكنهم يولدون في أجساد تحمل سمات الأنثى. بعد مرورهم بسن البلوغ، يلتجئ بعضهم إلى إدخال الهرمونات الذكورية على أجسامهم، ويجري البعض الآخر تعديلات جراحية داخلية وخارجية. وتشمل بعض الجراحات إزالة الرحم.وأخبر المريض البالغ من العمر 32 عاما الممرضة أنه متحول جنسيا عندما وصل إلى غرفة الطوارئ. وذكر سجله الطبي الإلكتروني أنه رجل، ولكنه لم يحض لعدة سنوات وكان يتعاطى هرمون التستوستيرون المسؤول عن ظهور الصفات الذكوريّة عند الرجال. ويمكن أن يحد هذا الهرمون من الإباضة وبالتالي الحيض، لكنه تخلى عن تناول الهرمونات ودواء ضغط الدم بعد أن فقد تأمينه. وجاء اختبار حمله إيجابيا، وقال إنه تبول لا إراديا إذ لم يعرف أن ما نزل منه لم يكن سوى ماء الولادة، وهو علامة محتملة على تمزق الأغشية وبداية المخاض. أمرت ممرضة بإجراء اختبار للحمل لكنها اعتبرت أن حالته مستقرة وأن مشكلاته غير طارئة. وبعد ساعات، قيّم الطبيب حالته وأكد صحّة اختبار الحمل، وأظهرت الموجات فوق الصوتية علامات غير واضحة على نشاط قلب الجنين، وكشف الفحص انزلاق جزء من الحبل السري إلى قناة الولادة. واستعد الأطباء لعملية قيصرية طارئة، لكن دقات قلب الجنين لم تسمع في غرفة العمليات. وبعد لحظات، أنجب الرجل رضيعا ميتا. لو ذكر السجل الطبي لمريض، تظهر عليه أعراض مماثلة، أنه امرأة لتم تشخيص حمله بسرعة. وكان سيتمتع بالأولوية التي تتطلبها حالته. وقالت الدكتورة تامارا ويكسلر، وهي أخصائية في الهرمونات في مركز لانغون الطبي التابع لجامعة نيويورك، إن الحادثة محزنة مع نتيجة مأساوية. وأضافت “يجب أن يشمل التدريب الطبي حالات المرضى المتحولين جنسيا حتى يصبح العاملون في المؤسسات الصحية أكثر قدرة على تلبية احتياجاتهم. لم يتلق الكثير من الأطباء تدريبا يشمل هذه الفئة من المرضى، لكنهم يستطيعون التعلم من هذه الحالات”. وقالت نيك رايدر، وهي أخصائية في صحة المتحولين جنسيا في جامعة مينيسوتا، إن التدريب الحالي لا يكفي، مشيرة إلى أن السجلات الصحية تحدد نوع الجنس “لكن هذا لا يعني غياب تفكيرنا النقدي”. وقالت جيليان برانستيتر، المتحدثة باسم مجموعة من المركز الوطني للمساواة من أجل المتحولين جنسيا في واشنطن، إن القضية مرعبة ولكنها “ليست مفاجئة”. فغالبا ما يواجه الأشخاص المتحولون جنسيا مشكلات في الحصول على رعاية صحية خاصة بجنسهم مثل فحص سرطان عنق الرحم وتحديد النسل وفحوصات سرطان البروستاتا. وأكدت برانستيتر على ضرورة العمل لتحسين الوعي الطبي والاعتراف بالتنوع لأن “النتائج يمكن أن تكون وخيمة، كما تظهر هذه الحالة”.

مشاركة :