وصفت القاهرة قرار واشنطن تعليق تسليم مصر معدات عسكرية ثقيلة ومساعدات مالية بانه "غير صائب"، مؤكدة انها لن تخضع للضغوط الاميركية. واوقفت واشنطن الاربعاء تسليم شحنات لبعض المعدات والانظمة العسكرية لمصر كما اوقفت مساعدة نقدية قيمتها 260 مليون دولار لقادة الجيش المصري الذين اطاحوا بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في 3 تموز/يوليو الماضي. وقال البيان ان القرار ياتي "فى ظل المخاطر والتحديات الارهابية التي تتعرض لها، وذلك بصرف النظر انها إجراءات مؤقتة ولا تشمل قطعاً أو تخفيضاً للمساعدات، وصاحبها تأكيدات أميركية حول استمرار دعم الحكومة الانتقالية في مصر". واكدت مصر، اكبر دولة عربية من حيث السكان والحليفة التقليدية للولايات المتحدة، انها لن تخضع للضغوط الاميركية. وجاء في البيان ان مصر "ستتخذ قرارتها في ما يتعلق بالشأن الداخلي باستقلالية تامة ودون مؤثرات خارجية". واضاف البيان ان مصر "ستعمل على ضمان تأمين احتياجاتها الحيوية بشكل متواصل ومنتظم خاصة فيما يتعلق بأمنها القومي". الا ان البيان اكد كذلك على ان مصر "يهمها ايضاً استمرار العلاقات الطيبة مع الولايات المتحدة". وكان وزير الدفاع الاميركي اجرى مكالمة هاتفية مع نظيره المصري الفريق اول عبد الفتاح السيسي استغرقت 40 دقيقة اوضح فيها قرار واشنطن تجميد تسليم الاسلحة. ومن جهة أخرى، لم تتمكن إسرائيل من إخفاء خيبة أملها إزاء قرار الولايات المتحدة بحجب بعض المساعدات عن مصر وعبرت عن مخاوفها من أن تضر هذه الخطوة بوضع واشنطن في المنطقة وتقوض معاهدة السلام مع مصر. وانتقد مسؤولون إسرائيليون كبار تعامل الولايات المتحدة مع مصر منذ الاطاحة بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في 2011 وحثوها على دعم الحكومة الجديدة المدعومة من الجيش عقب عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو / تموز. ورفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق بشكل مباشر على الخطوة الاميركية لكنها قالت إنها تأمل ألا تكون لها عواقب سلبية. وقال وزير الدفاع المدني جلعاد إردان لراديو إسرائيل "يمكن ان نؤكد انزعاجنا من الطريقة التي يمكن أن تفسر بها مثل هذه القرارات في مصر وبالطبع من خطر العواقب على العلاقات مع إسرائيل." وقال مسؤول إسرائيلي كبير طلب عدم الكشف عن اسمه نظرا لحساسية القضية "نحن قلقون من أنه إذا توقفت المساعدات سيضغط الشعب المصري على حكومته للتخلي عن المعاهدة." واضاف "لا يشكل هذا مبعث قلق فوري. تعلم الحكومة المصرية أننا نؤيدها لكن كان من الأفضل تجنب هذا." وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون وعاموس جلعاد أحد أكبر خبراء الاستراتيجية بوزارته في الولايات المتحدة عند إعلان قرار تجميد بعض المساعدات لمصر. ولمح جلعاد مثل غيره من المسؤولين إلى خيبة أمل إسرائيل إزاء القرار الأميركي. وقال أمام مستمعيه في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وهو مؤسسة بحثية "أحاول ألا انتقد أصدقاءنا علنا." وتتعرض مصر لضغوط دولية بسبب حملة القمع على انصار مرسي من جماعة الاخوان المسلمين. ومرسي اول رئيس ينتخب ديموقراطيا في مصر، عزله الجيش في الثالث من تموز/يوليو بعد ان تظاهر ملايين المصريين للمطالبة برحيله واتهموه بالسعي الى اسلمة المجتمع بالقوة وتوسيع صلاحياته لمصلحة جماعة الاخوان المسلمين. ومنذ منتصف اب/اغسطس قتل اكثر من الف شخص من انصار مرسي واعتقل اكثر من الفي اسلامي معظمهم كوادر في الجماعة. والولايات المتحدة المحرجة لان مصر تعتبر حليفها الرئيسي في المنطقة، لم تصف ابدا عزل مرسي ب"الانقلاب" ما قد يرغمها قانونا على وقف مساعدتها لكنها اعربت عن الاسف لقمع "مؤسف". كما طلبت واشنطن الافراج عن مرسي وتنظيم انتخابات ديموقراطية في 2014 كما اعلن الجيش المصري. والاربعاء اعلنت السلطات المصرية ان محاكمة مرسي ستبدأ في 4 تشرين الثاني/نوفمبر بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين اثناء فترة حكمه التي استمرت عاما واحدا. وتحصل مصر على مساعدات عسكرية أميركية قيمتها نحو 1.3 بليون دولار سنويا منذ وقعت معاهدة السلام مع إسرائيل في 1979.
مشاركة :