طغت أجواء الحرب ضد تنظيم «داعش» على احتفالات أكراد العراق بأعياد «نوروز»، حيث حجبت الاحتفالات الرسمية واقتصرت أجواء العيد على زيارات العائلات للمناطق الجبلية، فيما ظهرت ألوان الملابس التي يرتديها مقاتلو قوات «البيشمركة» حتى في الأزياء الكردية التقليدية. وعيد «نوروز» هو أول يوم في العام الفارسي والكردي، وأصل كلمة نوروز تعني اليوم الجديد. ورغم اغلاق السلطات الرسمية في مدينة السليمانية شارع سالم حيث تقام الاحتفالات فإن أعداد المشاركين في الاحتفال تقلصت كثيراً عما كانت عليه في الأعوام السابقة، وسط غياب للاحتفالات الرسمية التي تقام في مثل هذا الوقت عادة. وقال سفين دزيي المتحدث باسم الحكومة إن «الإقليم ألغى هذا العام الاحتفالات الرسمية التي تنظم سنوياً بمناسبة عيد نوروز، نظراً للظروف الحالية التي يعيشها الإقليم من الحرب ضد تنظيم «داعش» ومقتل المئات من قوات البيشمركة في الحرب». واضاف: «اليوم يواجه إقليم كردستان الحرب ضد «داعش»، وقدم مجموعة من الشهداء والجرحى، واحتراماً للشهداء وذويهم وللجرحى، فلن تقام أية احتفالات بمناسبة أعياد نوروز». من جانبه استبق تنظيم «داعش» الأعياد بنشر صور ذبح ثلاثة من عناصر «البيشمركة» كان يحتجزهم في الموصل، فيما تسود أجواء الخوف من إقدام التنظيم على تنفيذ تهديده بحرق قرابة 39 من عناصر «البيشمركة» الذين يحتجزهم في بلدة الحويجة منذ قرابة شهر، ولم تنفع مفاوضات لإطلاق سراحهم مقابل اطلاق سراح معتقلين من قيادات التنظيم في السجون الكردية. وتلقى رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني خلال اليومين الماضيين رسائل تهنئة بمناسبة أعياد النوروز من كبار القيادات السياسية العراقية. ولوحظ في السليمانية وأربيل ودهوك تراجع أعداد السياح الذين يتدفقون في مثل هذه الأيام على اقليم كردستان للمشاركة في الاحتفال، ومعظمهم من مدن العراق الأخرى. وعادة ما يرتدي الأكراد أزياءهم التقليدية المميزة في عيد نوروز، حيث تتميز ازياء السيدات بألوان زاهية، لكن اختارت الكثير من الفتيات هذا العام ارتداء ألوان تتماشى مع الأزياء الرسمية لقوات «البيشمركة». ودعت حكومة اقليم كردستان في بيان أمس إلى رص الصفوف لمواجهة التحديات، وقالت إن «نوروز هذا العام هو نوروز التحدي والصمود والدفاع عن الوجود والهوية، داعية بهذه المناسبة إلى تعزيز روح وحدة الصفوف، وأن يحض هذا العيد على التصدي لأي خطر أو أزمة تهدد كردستان». وطالب البيان «أبناء هذه الأمة» في أي بلد أو مكان في العالم، بذل جهودهم وتسخير طاقاتهم بروح الوحدة والتسامح من أجل إيصال رسالة النوروز الذي يعد مناسبة «العزة والتحرر».
مشاركة :