لا يشك احد في ان للشباب دورا كبير في احداث سلام مجتمعي داخل اي مجتمع، متي كانت هناك رؤية واقعية وحقيقة وشمولية للتواصل معهم _بحيث لا تقتصر علي مجموعة دون غيرهم _من اجل وضعهم علي الطريق الصحيح، والانتقال بهم من مرحله التشتت و الحيرة وعدم الاستقرار والخوف من المستقبل الي الاستفادة من كافة طاقتهم الايجابية داخل مؤسسات دستورية، تمكنهم من اظهار قدراتهم الخارقة علي احداث التغيير المنشود في حياتهم وهو ما سوف ينعكس ايضا في احداث سلام وطمئنينه داخل الاسر و الدولة. لذلك فان الهدف الاسمي من اجراء الانتخابات الشعبية المحلية _ والتي كانت لنا فيها العديد من المقالات التي تنادي بسرعة اجراءها _ ليس فقط في وجود هذه المجالس التي تراقب الادارة المحليه في الاقاليم اثناء تقديمها للخدمات والاحتياجات اليومية للمواطنين، مع عظم هذه الغاية، ولكن توجد غايات اخري لا تقل بحال من الاحوال في الاهمية عن الهدف السابق، قد يغفل البعض عنها في خضم الاحداث والتحديات الداخلية، هو ان الدستور الحالي في مادته 180 نص علي ان ربع مقاعد المجالس الشعبية المحلية للشباب دون سن 35 سنة، اي فيما يعادل حوالي 13 الف مقعد سوف يكون من نصيب الشباب، هذا الطريق الدستوري والشرعي لمشاركة الشباب في التحضير لصنع القرار في المستويات الاقل والرقابة والاشراف علي تنفيذه يعد من اهم الطرق وأسرعها واقصرها لاحتواء اكبر عدد من الشباب، هذا من ناحية، ومن ناحية اخري وغاية اخري لا تقل اهمية عن سابقتها هي طريقة الاختيار نفسها والتمكين للشاب، فلن يمكن من الوجود داخل المجالس المحلية الا الشاب الذي استطاع ان يثبت نفسه في الشارع وكان قريب من نبض الشعب فلا مجال لدراجات علمية قد تكون وهمية، وقد لا تغني ولا تسمن من جوع في بعض الاحوال، وايضا وقد يمتلكها البعض دون احداث تغير منشود في الواقع الذي نعيشه، فكم من القيادة التي تمتلك العديد من الدرجات العلمية من الداخل والخارج لكنها بعيدة تماما عن امكانية رصد وحل المشاكل والتعامل مع البيئة الادارية المعقدة داخل الدولة المصرية.هذه رسالتي لإحداث سلام مجتمعي وغايتي من سرعة اتمام الانتخابات المحلية، لان الشباب هم قوة الاوطان ،وكل حكم رشيد يجب ان يمتلك من المهارة والإبداع القدر الكافي لاستخدام طاقاتهم الوفيرة وجهدهم الدؤوب نحو الاصلاح من اجل تكوين كتلة حرجة تقود المجموعات الباقية منهم نحو تحقيق التنمية والازدهار والخروج بمصرنا الحبيبة من عنق ألزجاجة ،لذلك لم يهدا لنا بال حتي نشق الطريق لهم واضعين في الاعتبار كافة التحديات _الوجود والاستقرار والتنمية_ والمعوقات التي تحيط بنا، وكذلك مقدرين ما تمتلكه الدولة من ادوات وإمكانيات , و حتي لا نكون كالذي يغرد خارج السرب، كان لازما علينا تحدد أطر وطرق مشاركتهم في الحياة العامة وفي صنع القرار بطريق منضبطة وراسخة ،و كذلك حتي لا تكون قضية تمكين الشباب حائرة بين القول والفعل ....حمي الله مصر وحفظ شعبها وجيشه.
مشاركة :