أحمد الناغي .. إلى رحمة الله | عائشة عباس نتو

  • 3/24/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

من قلب يلهث إلى الأمان كطفلة تخاف الظلام، كقطار بعد منتصف الليل يسمع صراخه كل الكون، وصلت إلى مطار جدة متدثّرة بحزني وفقداني لعمّي أحمد محمد عبدالوهاب الناغي، في الطريق لبيته أخذ قلبي يعلو وينخفض فقد كنت أهرب إلى عمي أشاطره همومي وأستمد قوتي منه بل كنت أذهب إلى النفس الزكية هربًا من العالم المتوحش. قصدت بيته، ذلك البيت الذي تربيت فيه وأهمس لنفسي: رحل الرجل الصبور الذي دبغ نفسيته بروح الصبر بل والاصطبار؛ كان حديثه يأتيك من سماء صافية من روحه الأكثر صفاء. هو كل ذلك بروحه النظيفة من كل أدران الحياة، رحل بذات الروح بل وذات الأمل والصفاء، هكذا عمي أحمد، يشعرك بتلك الحيوية التي تعيش داخله. انفجر الحزن في قلبي مرة وسطا عليّ الهذيان والارتباك، حملت كل هذا الحزن إلى زوجته «المدنية الطيبة» «أبلة» وداد حمزة الصواف التي شاركته العناية والرعاية بي والتي وجدتها في انتظاري كعجينة من التوابل النفيسة.. قلت لها: بالله عليك يا حبيبتي كيف أعزّيك وأعزّي نفسي؟ ما معنى بالله عليك أن يأتي الصباح في كل يوم بنهار قديم متكرر لا يوجد فيه عمّي أحمد؟ ما معنى أن يأتي المساء بليل قديم متكرر وكرسيه خال؟ ولمعت عينا زوجته الفاضلة الرحيمة الحبيبة ببريق لؤلؤة وأشرق وجهها كنبتة نرجس، وبصمت يشبه صرخة انفجار قلب قالت: عمّك سيعيش بروحه بيننا وقد غادرنا ليسكن بجوار أحسن من جوارنا. وقبّلت جبين ضوء القمر زوجته الحبيبة «أبلة» وداد ثم بكيته بحزن تمنّيت في تلك اللحظة لو تخرج كل صرخات الوﻻدة المكتومة التي ما زالت في صدري كالغمّة. ثم غادرت بيتنا بيت عمّي الذي تعلّمت فيه التجارة والقيادة والمحبة والعطاء والإحسان ومحبة الناس، فكانت علوم ذلك البيت أن طغت على كل المناهج والكراسات التي تعلّمتها في الجامعات!!. A.natto@myi2i.com

مشاركة :