رحم الله مشاعل الخير والأمل | عائشة عباس نتو

  • 5/17/2016
  • 00:00
  • 78
  • 0
  • 0
news-picture

الأقدار دوما ترسم مسالكها بمنتهى الدقة، لتتقطر فيها تجارب الإنسان.. كلما التصق الإنسان بالحياة ازدادت أيامه غنى.. وصدقًا حتى في وقت الحزن.. عجزت أن أكتب رثاءك يا مشاعل عجزت أكتبك. معرفتي بها كانت في (ملتقي سيدات الأعمال بالشرقية) كان ذلك الملتقى يجوب تاريخ المرأة في قطاع المال والأعمال بإشراف ورعاية الإنسانة الأميرة مشاعل بنت فيصل بن تركي.. كان من نتائج ذلك التجمع النسائي أن مكّن المرأة المشاركة في مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في وطني. فزعت برحيلك بتغريدة في توتير: «ستُدفن قطعة من قلبي غداً بعد صلاة العصر، اشعر بالضياع لفقدان زوجتي وأم عيالي، مشاعل بنت فيصل بن تركي بن عبدالعزيز.. تغمدها الله برحمته» من زوجك صاحب السمو الملكي الأمير بندر آل سعود. لم أستطع أن أوقف جريان هذا الفزع في شرياني.. الفزع دفعني للاتصال بالمقربين لتأكيد الخبر أملاً في نفيه. تتضارب في داخلي الذكريات مثل ماء مغلي.. حالات من الوحشة والمخاوف التي تدرك الإنسان حين يعاصر الفقد.. أصبح ذلك الاتصال وجعًا شديدا يغمرني.. كم حلمنا بمشروعات للنهوض بالمرأة في القطاع الخاص، غصتُ في تلك الأحلام.. كان وقتي يلتبس عليّ وأنا أخرجُ من سؤال إلى سؤال.. لبثتُ ساكنةً في مكاني.. غارقةً في تأملات تلك التغريدة. كنت تائهة في خضم أفكاري إلى كل ما يحدث في صمتي من الكتابة عن مشاعل، تلك التي تركت بصمة لتمكين المرأة في القطاع الخاص.. هناك بعض البشر يؤمنون أن أعشاش الطيور لا تبنى في نوافذ الزنازين، لذا.. فهم لا يحجزون الأحلام خلف أبواب من حديد. كان صوتها رحمها الله يحمل الطمأنينة والسلام والمحبة التي نحسّها في أصوات من يؤمن بقضايا المرأة، مثل زخّة من مطر الصيف التي ترطّب الروح بعد نهار من هجير! مشاعل بنت فيصل، رواية كُتبت بكلمات مستقيمة ونبرة هادئة، إنسانة لا تترك لك خياراً، إلا أن تعيش لتكون جزءًا من ذلك الأمل، الذي لا يتوقف عن إدهاشنا كل يوم بأدق تفاصيل الاختلاف وأجملها! رحم الله مشاعل الخير والأمل.. وجعل كل مآثرها في ميزان حسناتها. A.natto@myi2i.com

مشاركة :