الراحل أفنى حياته في الصحافة حتى الأيام الأخيرة من حياته عطــــــاؤه الصحفـــــي امتـــد على مــدى أربعــين عـــاما مثــــل النبع الهادر يوم الأحد الماضي الموافق 19 مايو 2019 كان يوما صعبا وحزينا علينا في القسم الرياضي بجريدة أخبار الخليج بوجه خاص وفي بقية الأقسام بالجريدة بوجه عام، عندما تناهى إلى أسماعنا خبر وفاة زميلنا العزيز على قلوبنا جميعا سلمان أحمد خليل الحايكي وكنا بين مصدق ومكذب ومتسائل وباحث عن الحقيقة، كان ذلك الخبر مفاجئا جدا وله وقع مدوي في الوقت الذي تسبب خبر وفاته في إحداث صدمة قوية وأثر بالغ في نفوسنا، لأن الفقيد الغالي كان بيننا يتابع الفعاليات الرياضية ويمارس دوره الصحفي بشكل اعتيادي حتى الأيام الأخيرة، التي غاب فيها عنا فجأة وتوقف فيها نبض قلمه، الذي عودنا على الحراك الدؤوب والواسع والتنوع في الحرف والكلمة المعبرة والصادقة. وعندما نتحدث عن الزميل الراحل سلمان الحايكي فنحن أمام قامة صحفية من نوع خاص فقد بدأ حياته في المجال الصحفي الرياضي مراسلا لمجلة الصقر وكاتبا في جريدة الأضواء الأسبوعية، كما عمل مراسلا لمجلة الخليج الإماراتية وكتب في مجلة الرياضة ومجلة الملاعب، وللراحل علاقات واسعة مع عديد من الرياضيين ورواد العمل الصحفي الرياضي في دول مجلس التعاون الخليجي وفي دول الوطن العربي، ولم يكن الحايكي صحفيا رياضيا فحسب وإنما عطاؤه ممتد إلى الجانب الثقافي، وسيكون للمحرر الثقافي وللصفحة الثقافية بالجريدة وقفة خاصة لتسلط الضوء على دور الحايكي الإنسان والمثقف والشاعر والناقد. وبهذا المصاب الجلل أعرب الأستاذ ماجد العرادي رئيس القسم الرياضي بجريدة أخبار الخليج عن بالغ حزنه وأسفه لرحيل واحد من أعز الزملاء والأصدقاء ورفقاء الدرب بحسب تعبيره منذ الأيام الأولى، التي شارك فيها الحايكي وعمل جنبا إلى جنب مع بقية رواد العمل الصحفي الرياضي في البحرين حيث المتابعات الصحفية للفعاليات المحلية ولأولى الدورات الخليجية وما تبعها من مشاركات وبطولات محلية وخارجية، ووصف العرادي الراحل سلمان الحايكي بالصحفي ذي الهمة والعزيمة التي لا تلين وأنه صاحب قلم متميز وله صولات وجولات في هذا المجال لا حصر لها، واختتم رئيس القسم الرياضي حديثه متوجها إلى أهل الفقيد جميعا باسمه وباسم زملائه وإخوانه في أخبار الخليج بأحر التعازي والمواساة، متضرعا إلى الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه الفسيح من جناته. ومن جانبه أشار الزميل حسن بو حسن إلى مناقب الراحل واصفا إياه بنعم الأخ ونعم الزميل، ومؤكدا أنه لم يكن مجرد صحفي فحسب وإنما هو بمثابة الأب الروحي والمعلم والمفكر الذي يستلهم الجميع من توجيهاته وما يقدم للصحافة الرياضية وغير الرياضية، وأضاف حسن بو حسن أن الجسد الرياضي البحريني تعرض إلى هزة عنيفة وإلى ثلم كبير، كما أصيب تاريخ الرياضة في البحرين في مقتل برحيل الزميل الغالي على قلوبنا جميعا، فهو واحد من أقدم وأهم وأبرز رواد الوسط الرياضي، ممن عاشوا بدايات عمله وعاصروا وضع لبناته الأولى بكل ما فيه من مشقة وصعاب، وأضاف أن الحايكي أسهم إلى جانب إخوانه الأوائل بشكل بارز في إرساء قواعده والتأسيس له، ليصل العمل الصحفي إلى ما وصل إليه اليوم من ازدهار ورقي ومكانة مرموقة. وأعرب الزميل علي الباشا عن صدمته بانتقال الزميل سلمان الحايكي إلى جوار الباري عز وجل في ليلة النصف من رمضان، مشيرًا إلى التفاعل الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كانت كبيرة لأن المرحوم الحايكي «بوعلي» من الصحفيين المخضرمين في إعلامنا المحلي، ومن أفضل الكتاب الذين نبغوا من بداية سبعينيات القرن الفائت، وأضاف الباشا «لا يختلف اثنان على أن الأسلوب الذي يتبعه المرحوم «بوعلي» لا يعرف المجاملة، يقول الحقيقة ولا يلتف حولها، وما يكتبه على الورق لا يختلف عمّا يصرح به علنا، وهو من القلائل في وسطنا الإعلامي ممن يجيدون كتابة العمود اليومي، ويحرص الكثيرون على متابعته وإن اختلفوا معه، لكنهم يظلون يحترمون جرأته في النقد، وإن عبروا علنا على وجود الاختلاف». حروفك باقية وأدلى الزميل علي ميرزا في هذا المصاب قائلا: فرض الرحيل المباغت للأخ سلمان الحايكي حزنا صاخبا في نفوس أهله وذويه وأقاربه ومحبيه ومتابعيه وحتى المختلفين معه رغم أن الاختلاف هو الأساس الذي جبلت عليه الخليقة، لقد ترك رحيلك «أبو علي» هديرا كهدير حروفك، ونغص على قارئيها متعة التذوق، رحيلك سيترك في كل الفراغات التي شغلتك وشغلتها في الآن ذاته بياضا لن يفك شفراته إلا شبيها لك في الخلق «بفتح الخاء» أو الخلق «بضم الخاء»، تعلمنا منك أن الكلمة إن لم تكن موجعة فمآلها إلى أقرب مزبلة، وأنها قبل أن تكتب ينبغي أن يكون صاحبها ذا فن وذوق وثقافة وإلا ظل كويتبا، هو أستاذ الكلمة الرياضية منذ وعيت القراءة له، ومزاملته مهنيا حتى رمقه الأخير، هو من طينة الكتاب الموسوعيين، وأمثال هؤلاء لا يمكن أن يتشكلوا بين ليلة وضحاها، بل يحتاج أصحابها إلى نفس طويل، وحفر في طبقات الحياة، وكد ذهني، ومعارك على كل الجبهات، هكذا قرأنا السير الذاتية لكثير من المبرزين وراحلنا واحد منهم. وقال الزميل محمد المعتوق الكلمات والمواقف الجميلة مع الأستاد المرحوم سلمان الحايكي تأخذ القارئ إلى مساحات خضراء حيث ملاعب الكرة وعشق الحايكي للكرة الإنجليزية ولفريق ما نشستر يونايتد، الذي أحب لونه الأحمر ونجومه الكبار ورائحته العريقة، وكم كان الحايكي غاضبا بقوة على خسائر الفريق تحت قيادة مارينيو أسبشل ون، لم يجذب الحايكي ذلك الصحفي والمحلل الرائع بريق ريال مدريد وفوزه ببطولة الجابيون أو تألق برشلونة ونجومية ميسي، واحتفظ بإخلاصه للكرة الإنجليزية لذلك كان المرحوم يتسمر مبكرا أمام التلفاز لمتابعة الدوريات الإنجليزية وله توقعاته الخاصة يتحدث عنها في مقالاته الصحفية، جذبته دورة ناصر لكرة القدم كما السحر، شجعته على كتابة صفحة يومية من خلال اللقاءات الصحفية الجاذبة وأسس أسلوب قراءة ماذا بعد، حيث إن النظرة المستقبلية شغله الشاغل بحثا عن التطوير وفتح أبواب التفكير، ووجدنا من خلال اللقاءات اليومية التي يقدمها الحايكي أفكارا رائدة استطاعت اللجنة المنظمة العلياء من تتبع الملاحظات وإدخال التعديلات بناء على المقترحات البناءة التي يرصدها. الرفيق المعلم الزميل جميل سرحان كان ملازما له في كثير من الأعمال الثنائية وتحدث بعد رحيله قائلا: كان آخر اتصال جمعني بالأستاذ المرحوم سلمان الحايكي قبل وفاته بيوم واحد وتحديدا عند الساعة 3:27 دقيقة عصرا من يوم السبت، كان اتصالا ممزوجا بالألم إثر معاناته المفاجئة بألم في المعدة، ولم أنس حينها ورغم ألمه مطالبته لي بمساعدته في تغطية صفحته الخاصة في بطولة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الخامسة للألعاب الرياضية (ناصر12) لحين تماثله للشفاء، الاتصال الثاني كان ليلا من نفس يوم السبت وأجابت حينها ابنته التي أكدت حاجته إلى الراحة بعد انتهاء الفحوصات الطبية، ما أود التأكيد عليه أن الأستاذ سلمان ورغم مرضه كان يوصي بالعمل بشكل عام، وبالملحق الرياضي على وجه الخصوص الذي هو واحد من أركانه الأساسية، جمعتني به لحظات لا تنسى فهو الأب والأخ والصديق والمربي، وقد أجريت بحضوره الكثير من اللقاءات الصحفية فضلا عن الزيارات المتبادلة للأخوة الرياضيين، إن القلب ليجزع وإن العين لتدمع وإنا لفراقك لمحزونون أستاذي، وستبقى في القلب والوجدان خالدا في ذاكرة من أحببتهم وأحبوك. مكتشف للرياضيين الزميل أحمد الذهبة أكد أن البحرين فقدت واحدًا من أبنائها المخلصين الذين كانت لهم بصماتهم الواضحة في عدة مجالات أبرزها: التربية والتعليم والصحافة الرياضية والنقد الأدبي وكتابة الشعر والجانبين الاجتماعي والثقافي، إنه الزميل العزيز سلمان الحايكي الذي وافته المنية ليرحل عن الدنيا تاركًا إرثًا رياضيًا وثقافيًا جمعه طوال أكثر من 40 عاما قضاها معلمًا للتربية الرياضية وصحفيًا وناقدًا ومفكرًا وشاعرًا في جريدة أخبار الخليج، الجريدة الأولى في مملكة البحرين والذي يعود تأسيسها إلى عام 1976، الحايكي يعد ركيزة أساسية في القسم الرياضي بجريدة أخبار الخليج، وبكل تأكيد إن رحيله سيترك فراغا كبيرا من الصعب تغطيته وخصوصًا أن الراحل كان بمثابة مدرسة في الصحافة الرياضية إذ كان يحرص على تقديم كل ما هو جديد من مواضيع هادفة ومقالات بناءة، وكان الراحل كشافًا للرياضيين حيث اكتشف العديد من النجوم والأبطال وأخذ بأيديهم إلى العالمية، وذلك عبر توجيههم إلى الأندية والمنتخبات الوطنية، كما كان حريصًا على مد يد العون إلى الصحفيين الجدد في المهنة، وقد أشرف بنفسه على صفحة البريد الرياضي وكان يستقبل مشاركات المبتدئين ويتواصل معهم بشكل مستمر لتقديم النصح والإرشاد وتصحيح الأخطاء. نعم الإنسان أعرب الزميل علي جاسم عن الحزن الذي يعتصره لفراق الزميل سلمان الحايكي قائلا: بقلوب يعتصرها الألم والحزن تلقينا نبأ وفاة الزميل العزيز الأستاذ سلمان الحايكي الذي غادرنا إلى دار الخلد والبقاء بجوار ربه وعفوه ورحمته بسبب مضاعفات صحية ألمت به مؤخرًا، وبهذه المناسبة الأليمة والمصاب الجلل أتقدم بأحر التعازي لعائلة الفقيد وكل أفراد أسرته وأصدقائه وزملائه، لقد كان «الحايكي» نعم المعلم ونعم الإنسان، وخلقه الحسن هو عنوانه الذي أفناه طيلة حياته الذي قضاها معنا، لقد أجزل بعطائه الصحفي وعلمنا أن النجاح له قيمة ومعنى، كما علمنا أيضًا كيف يكون التفاني والإخلاص في العمل. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فراديس جنانه ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون. رحيله خسارة موجعة وعبر الزميلان هاني صالح ومحمد عيسى المنفذان في القسم الرياضي عن حزنهما الشديد برحيل الصحفي الكبير سلمان الحايكي مؤكدين أن رحيله خسارة موجعة للجسد الصحفي وللقسم الرياضي في أخبار الخليج، مستذكرين في الوقت نفسه العديد من الذكريات الجميلة التي ارتبط بها الفقيد طوال مسيرته الخالدة. وأشار الزميلان إلى أن الروح والأخلاق العالية التي يتمتع بها الفقيد الراحل قلّ نظيرها، فهو قريب من الصغير والكبير، ومن أكثر الناس تواضعا وألفة، مقدمين العزاء لأفراد أسرته كافة.
مشاركة :