في يوم الجمعة الذي يعتبر أفضل الأيام عند الله توفت خالتي مريم الإنسانة الحنونة الطيبة التي أحبت الأهل والناس وتزرع حبّها في قلوبهم فقد كانت نعم الإنسانة فهي من أهل الزمن الجميل «الطيبين». يا خالتي مريم بك جميع صفات الكون من الطيب والأخلاق والتواضع والإنسانية المليئة بالمحبة، لهذا نشتاق كل يوم لزيارتك للنظر إلى وجهك المنير الذي فيه حلاوة وطعم الدنيا فأنت وأهلي جميعًا لا تتكررون ولا القدر يخلف لنا أمثالكم يا طعم وأعذب أيام والسنين العمر بلذته قضيته معكم يا خالتي مريم، ستنعمون بالجنة ونعيمها وتصلون مع زوجات النبي وبناته لكنكم عشتم في زمن تجمعكم فيه كل المودة والأخوة والإخلاص والوفاء لبعضكم وللناس وجميع الأهل، تتعاونون مع الجيران والخلان والأهل بدون طلب المقابل وهذا دليل واضح على معدنكم الطيب وذكرياتكم ستبقى مخلّدة وعلاقاتكم بالناس فيها كل الاحترام والتقدير، لذلك أحبكم الناس، وكل الناس حزنوا على فراقكم، ولا زالت تذكركم بلذة الحياة وبحلاوتها وبالصبر والسلوان، أنتم رحلتم عن عالمنا وانطفأت شموعكم وأظلم الوقت. أشتاق بكل الشوق وأنا ولهان لرؤيتكم، أظلمت الدروب وكأن العالم بعدكم قد انتهى، كنت أشتاق لرؤيتكم صباحًا ومساءً ويا بخت عين اللي يشاهدكم (صبح ومسا)، وفراقكم صعب يصعب عليّ تحمّله يا أهلي، إلى جنة الخلد وأرض النعيم نعم تستحقون هذا، وأشياء عظيمة يذكرها التاريخ فى ميزان حسناتكم، رحلوا وأخذوا معهم نسمات الفرح والضحكة ومتعة القاء واللمة، نعم نعيش بعدهم فى الخير الوفير وميسورين الحال ونمضي في دروب مظلمة فيها الهم والآلام والحزن والزعل والخصام والبعاد وانتشر بيننا وباء الكراهية، اللهم ألهمنا الصبر والسلوان ويا رب شافي القلوب والنفوس المريضة وكل مشغول في شغل ما له نهاية وهكذا نضيع فى الدنيا ونبحث عن الفرح والضحك والأنس ونكهة الحياه ولن نجدها، ونعيش مع الاطلال والاوهام، سقطت أوراق الشجر من غير موسمها وذاب الثمر الذي كانوا يحنون بكل الشوق له واليوم لا أحد يأكله، يا من رحلتم نحن محتاجين ومشتاقين لأصواتكم وأحضانكم الدافية. 1- فنحن منذ فارقناكم نؤدي الصدقات من أجلكم وفي ثوابكم. 2- نصل الرحم من خلال زيارة الأهل ومن يعز علينا والذين يقدروننا وأتمنى أن لا ينقطع حبل الود والمحبة والمودة بيننا. 3- نبرّ والدينا ونجعل أمّنا وأبانا تاجًا على رأسنا ولن نتردد في أي طلب يرغبونه منا. وأخيرًا أبكي بحرقة قلبي المجروح بفراقهم الذي غاب النور عنا وانتهي كل شيء جميل معاكم ولكن هذه الاقدار تجمعنا وتفرقنا وهكذا نمضي في سيرة الحياة وما بقي لنا منها غير الآهات والآلام يداويها الرب الكريم (الفراق صعب وقد يطول وقت اللقاء طويلاً)، (وهناك أشخاص يعتقدون بأن الدنيا طويلة ولكن في الحقيقة قصيرة قصيرة جدًا).
مشاركة :