وعندما انتشر التعليم الذكوري والنسوي رأينا الابتهاج والفرح والسعادة. ومرّت أعوام ليست بالكثيرة ثم فاجأتنا مصائب وحوادث أقلقت المعلم والمعلمة والأسرة بكاملها، قل والمجتمع بأسره. وهي الكوارث التي تحدث للمعلمات اللواتي يستيقظن آخر الليل ويستأجرن مركبات الله أعلم بحالها ل"تُعطي دروسا" بعد أن يأكلها القلق وقلة النوم ومخاطر الطريق ودفتر الحضور. قالوا تلك ضريبة الحضارة والتقدم!! تموت زهور؟ من زمن "الرئاسة" لا أعاده الله وتعليم المرأة والمحاباة بالنقل " أم المعاناة " وفوق هذا جاءت مسألة الموت والإعاقة في الحوادث. أسأل من بيده إجابة: هل تسمون كل هذه جودة تعليم؟ حوادث السّير التي تفتك بالمعلمات والطالبات، حيث أكَّدت بعض الدّراسات (جريدة المدينة) أن عدد حوادث المعلمات بلغ (6,2 حوادث لكل 100 معلمة منقولة بواسطة مركبة)، وكان هناك (3,5 حوادث لكل 100 طالبة منقولة بالسيارة) ينتج عنها أرواح تُزهَق، وأيتام وإصابات وإعاقات دائمة! تلك الحوادث والمآسي اليومية يصنعها نظام تعيين ونَقْلٍ غريب، وطُرقٌ تحتضر، وعدم استيعاب الجامعات للطالبات في مُدنهِنّ، وكذا سائقون قد يكون بعضهم من المستهترين، أو المُدْمِنين، أو هم من كبار السن العاجزين، يقودون سيارات بالية أو متهالكة! المعلمات المتعينات في مناطق طرقها غير آمنة صرنا ندعو لهن بالرحمة مع صلوات الاستغاثة والتهجد وصلاة العيدين والحج والعمرة وندعو بالرحمة لكل معلمة متوفاة بسبب حوادث الطريق وأيضا نبتهل إلى المولى ان يغير الحال إما بتعيين كل معلمة في منطقتها او تامين حياتهن بتوفير سبل المواصلات الآمنة لهن. قالت لي معلمة إن تعيينها جاء بالقصيم وهي من منطقة أخرى. وزوجها في أمريكا، نسيت هل هو منتدب أو في دراسة. وجاءت أمها إلى القصيم لتقيم بجانبها، تاركة الأب وحده في بلدتهم الأصلية. ماذا تسمون هذا في التعليم؟! لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :