القول جزء من آية كريمة، وأقول إن الحكمة قد تأتي عبر بيت قاله شاعر مُلهم. كلمة من يشاء. ويأتي في ذهني الآن شاعران أولهما أبو القاسم الشابي. -م - تونس، لاحظوأ صغر السن يا قلبُ! كم فيكَ من دُنْيا محجَّبة كأنَّها، حين يبدو فجرُها «إرَمُ» يا قلبُ! كم فيكَ من كونٍ، قد اتقدَتْ فيه الشُّموسُ وعاشتْ فَوقُه الأممُ يا قلبُ! كمْ فيكَ من أفقٍ تُنَمِّقْهُ كواكبٌ تتجلَّى، ثُمَّ تَنعِدمُ والثاني من قلب جزيرة العرب وهو عبدالله بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن جابر الخويطر، وشهرته (ابن جابر)، ولد على وجه التقريب لا الجزم عام 1271ه في بلده عنيزة، وتوفي عام 1292ه، لاحظوا أيضا صغر سنه، وعدم اطلاعه على الكثير عندما قال: ياوجودي وجد عبّارٍ إبموج من مخافة يصطفق به لوح ساج أبو ثليلٍ وان تقضهن ذيل غوج أشقرٍ فصّم عنانه بالعْلاج (عبّار ابموج) لغة بحارة، وهو لم يركب البحر ولم يختلط ببحارة وهو لا يجيد لغة البحث والقراءة. و(لوح ساج) خشبة مُصطّحة يستعملها البحارة كقارب نجاة عند غرق المركب. هذه نماذج من شعر شعراء ماتوا صغارا، ولا يملك المرء إلا أن يعجب من هبة الله التي أعطت هذا الإبداع والعبقرية لهذين الشاعرين اللذين الذين لا يملكان من الخبرة والتجربة الكثير. ولا أخال أنهما الوحيدان وربما لم أطلع على غيرهما. عندما تقرأ سير أحد العظماء من المخترعين والعلماء والرسامين والشعراء ربما لن تتفاجأ كثيراً بإنجازاته إذا عرفت أن عمره امتد إلى سن الستين والسبعين وربما الثمانين. ولكنك حتماً ستتفاجأ عندما تقرأ سير عدد من العظماء حققوا إنجازات كبيرة.. واكتسبوا شهرة عالية خلال عمر قصير.. أي أنهم لم يعمروا طويلاً في هذه الحياة.. بل إنهم ماتوا في سن الشباب.. ومع ذلك تمكنوا من تحقيق إنجازت واختراعات عظيمة في زمن قصير.. وهنا مكمن الغرابة.. binthekair@gmail.com لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net