توطيد أواصر المودة بضم جيم جُدّة | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 3/25/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مُنذ زَمنٍ قَصير، كُنتُ مَع المَكتبَاتي الكَبير الصَّديق "محمد باوزير"؛ في زيَارة اعتيَاديّة لمَكتبة كنُوز المَعرفة، للسَّلام عَلى قيِّمها الأستَاذ العَمّ "أبورشيد".. هَذا الرَّجُل الذي أُلحُّ عَليه دَائمًا؛ أَنْ يَكتب مُذكّراته مَع مُثقَّفي جُدَّة..! في تِلك الزيَارة اقترَب مِنِّي شَاب خَلوق، وعَرّفني بنَفسه قَائلاً: أنَا "قَاسم بن هَاشم بن حسين بن عَلي"، وقَال: إنَّه مِن المُعجبين والمُتَابعين للنشَاط العَرفجي، ثُمَّ أهدَاني كِتَابًا صَغيرًا مِن تَحقيقه، وهي رسَالة قَديمة بعنوَان: "فَضل جُـدَّة وأحوَالها وقُربَها مِن مكّة"، للعلاّمة الشّيخ "جارالله محمد بن فهد القرشي الهاشمي"، المُتوفّى سَنة 954هـ..! شَكرتُ الشَّاب، ووَعدته بأن أُسَارع في قرَاءة كِتَابه، وبحُكم تَشجيعه، فَعّلتُ نِظَام الوَاسطة، وقَدَّمته عَلى غَيره مِن الكُتب التي جَدولتها للقرَاءة.. أمَّا سَبَب حَماسي للكِتَاب، فهو لأنَّه كَتَب اسم جُـدَّة بضَم الجِيم، وهَذا مَا أُنَادي بِهِ دَائمًا، كَما أنَّ البَاحث أَوردَ في أعلَى صَفحة الغُلَاف؛ سِلسلة إصدَارَات وأبحَاث مَرجعيّة عَن تَاريخ مَدينة جُـدَّة، وهَذا الإصدَار الأوّل، لذَلك كَان هَذا السَّبب الآخَر للوَاسطة، وثَالث الأسبَاب وأهمّها أنَّه يُحب جُـدَّة، ويَكتب عَن تَاريخها، وأنَا أُحب مَن يُحب جُدَّة..! لَن أتطرَّق -اليَوم- لمُحتويَات الرِّسَالة، لأنَّه بإمكَان أي بَاحث أنْ يَذهب إلَى مَكتبة "كنُوز المَعرفة"، ويَقتني الكِتَاب، وهو زَهيد الثَّمن، ولَكن يهمّني مَا وَرَد في المُقدّمة؛ حَول رِسَالتين كُتبتَا عَن جُـدَّة، وأَكلهما الضّياع، لَعلَّنا بَعد هَذا المَقَال نَبحث عَنهما، فهُما -قَطعًا- ستَكونان إضَافة إلَى تَاريخ جُدَّة..! الرِّسَالة الأُولَى المَفقودة بعنوَان: "تَاريخ مَدينة جُـدَّة"، للمُؤلِّف "صَلاح الدين ظهيرة"، المُتوفّى سَنة 940هـ، أي في نَفس الفَترة التي عَاش فِيها مُؤلِّف رِسَالة "فَضل جُـدَّة".. أمَّا الرِّسَالة الثَّانية المَفقودة فهي بعنوَان: "تَسنُّم الزَّهر المَأنوس عَن ثغر جُـدَّة المَحروس"، للمُؤلِّف قَاضي الحَرمين "نجم الدين محمد بن يعقوب المالكي"، وهَاتَان الرِّسَالتَان -حتَّى تَاريخ كِتَابة هَذا المَقَال- في حُكم المَفقود، الرَّجَاء ممَّن يَعثر عَلى إحدَاهمَا؛ أن يُسلِّمها إلَى أقرَب مَركز فِكر، ولَيس أقرَب مَركز شُرطَة..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: تَنتهي المَقَالات، ولا تَنتهي عَجَائِب جُـدَّة، هَذه المَدينة المُثيرة السَّاحِرَة الكَبيرة، التي يَتغنَّى البَاحثون والمُؤرِّخون بثَغرها المَحروس؛ مُنذ مِئَات السِّنين..!!!. ------------ T: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :