تتضارب المعلومات على الساحة العراقية حول القوة التي ستخوض معركة تحرير الموصل المرتقبة، ففي حين يؤكد قادة الحشد الشعبي أنهم سيتوجهون إلى المدينة بعد تحرير تكريت، محافظة صلاح الدين، نفى محافظة نينوى، أثيل النجيفي، أن يكون للحشد الشعبي دور في العملية المرتقبة، مبينا أن هذه القوات «غير مرغوب فيها» بالموصل. وأضاف النجيفي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش منتدى «الموصل قلعة الإسلام والتعايش» في أربيل أمس: «هناك مخاوف لدى مواطني الموصل حول القوة التي ستقدم إلى المدينة، يجب أن يحصل الأهالي على تطمينات بأن القوة التي ستدخل مدينتهم لتحريرها من (داعش)، هي قوة صديقة لن تنتقم وتؤذي أحدا، وهذا ما نريد إيصاله إلى المواطنين دائما». وتابع النجيفي: «أهالي الموصل مواطنون صالحون، ومن انتمى منهم لـ(داعش) قليلون جدا، ومعظمهم مغلوبون على أمرهم، ونحن نعتبرهم أسرى لدى التنظيم، لذا فإن أي خطة لمحاربة (داعش) يجب أن تضمن سلامة المدنيين داخل المدينة». وأضاف: «من غير المحبذ أن يأتي الحشد الشعبي إلى الموصل ويسبب المشكلات فيها، فهذه القوة غير مرغوب فيها بالموصل، وقوات الجيش العراقي النظامي وقوات من الحشد الوطني، الذي يتألف من أبناء محافظة نينوى، والشرطة الوطنية هي التي ستشارك في عملية تحرير الموصل، وأعتقد أنه سيكون هناك إسناد من قوات البيشمركة أيضا»، مشيرا إلى أن خطة تحرير الموصل تعد في بغداد، بمساهمة التحالف الدولي، وبالتالي توزيع الأدوار سيكون من خلال هذه الخطة. بدوره، قال محمود سورجي، المتحدث الرسمي باسم الحشد الوطني في نينوى، لـ«الشرق الأوسط»: «تزداد يوميا أعداد المتطوعين الملتحقين بمراكز تدريب قوات الحشد الوطني لتحرير الموصل، بحيث نغلق بين الحين والآخر أبواب هذه المراكز للزخم الحاصل، فمعسكر الحشد الوطني صغير جدا، ونحن طالبنا مرارا وتكرارا من الحكومة الاتحادية أن تساعدنا في توسيع المعسكر، وإمداده بالأسلحة والمعدات اللازمة، لكن مع الأسف من دون جدوى». وتابع «باستطاعتنا خلال أيام أن نجهز قوة قوامها 20 ألف مقاتل». وقال: «إذا لم تسلحنا بغداد، حينها سنتوجه إلى الاعتماد على مبادرات محلية ويجب أن نشير هنا إلى أن حكومة إقليم كردستان هي الجهة الوحيدة لحد الآن التي وقفت إلى جانبنا وسهلت لنا الكثير من الأمور». من ناحية ثانية، ناقش رجال الدين من المكون السني في العراق وبمشاركة وفد من جامعة الأزهر في منتدى «الموصل قلعة الإسلام والتعايش» في أربيل الأوضاع التي يمر بها العراق وكيفية التعامل مع تنظيم داعش. وقال وزير الأوقاف في حكومة إقليم كردستان، كمال مسلم، للصحافيين على هامش المنتدى: «نتمنى أن يخرج هذا المنتدى بمجموعة من القرارات والتوصيات اللازمة للوضع الراهن، فمنطقتنا تمر بمرحلة خطرة جدا، حيث تنفذ جرائم كبرى باسم الإسلام لذا فهذا النوع من الاجتماعات ضروري جدا لتوضيح حقيقة الدين الإسلامي، وموقف الإسلام من هذه العمليات، وتوضيح حقيقة هذه الجماعات الإرهابية». وتابع «هذا المنتدى ينظم أيضا من أجل أن ينتفض أهالي المناطق الخاضعة لسيطرة (داعش) ضده». بدوره، أبرز الشيخ عبد الله فتحي، إمام مسجد الرحمن في الموصل، لـ«الشرق الأوسط» أهمية المنتدى قائلا إنها «تكمن في أنه أول اجتماع موسع لعلماء دين من الأكراد والعرب، لإدانة (داعش) دينيا، بوضوح وبصراحة وهذا له دور كبير في إسقاط الكثير من الشبهات التي تختلج في صدور الكثيرين من المسلمين وحتى الأقليات». الشيخ حمد الله حافظ السفطي، أحد شيوخ جامعة الأزهر، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الساحة العراقية تحتاج إلى نوع من الاتحاد، وتحديد العدو الحقيقي لها، فإذا تحزبت كل جماعة حول حزب أو طائفة أو مذهب أو فرقة حينها لن يبقى في العراق من يستطيع أن يحمي شؤونه». وتابع «ينبغي أن يعلم الجميع أن العدو واحد، وهذا العدو يحارب الإسلام ككل».
مشاركة :