طالب مجلس محافظة نينوى الحكومة الاتحادية أمس بالإسراع في استكمال التحضيرات لتحرير مدينة الموصل، داعيا بغداد إلى تحديد سقف زمني لذلك، مشددا على أن المحافظة لن تقبل بأكثر من هذا التأخير. وقال بشار كيكي رئيس مجلس محافظة نينوى، لـ«الشرق الأوسط»: «لا تزال الحكومة الاتحادية متأخرة في موضوع استكمال الاستعدادات لتحرير الموصل، وسيكون لوضع الأنبار والمعركة الدائرة فيها تأثير كبير على هذه العملية». وتابع: «فاتحنا الحكومة الاتحادية أكثر من مرة خلال اجتماعاتنا مع رئيس الوزراء والوزراء الأمنيين بأنه يجب أن تكون هناك خطوات أكثر جدية في مجال استكمال الاستعدادات لتحرير المدينة، ومنها الإسراع في دعم معسكر قوات الحشد الوطني من أبناء محافظة نينوى وتجهيز وتسليح معسكر الشرطة الاتحادية والاستعجال في التوصل إلى اتفاق مع إقليم كردستان لغرض خوض عملية مشتركة لتحرير محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل، لأن قوات البيشمركة ستكون قوة داعمة ومساندة في العملية المرتقبة». وأضاف كيكي: «اجتمعنا في الهيئة الأمنية العليا في المحافظة، وهي هيئة جديدة تتكون من رئيس مجلس المحافظة ونائبه والمحافظ ونوابه، وقررنا إعادة مفاتحة بغداد وتحديد سقف زمني لهذه الإجراءات، لأننا لن نقبل بمزيد من التأخير». وقال: «قررنا أيضا مفاتحة الجهات الدولية بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم لبحث هذه الاستعدادات بشكل عملي والوقوف على الإمكانيات اللازمة لتحرير المدينة». وتابع كيكي قائلا إن «ما حدث في الأنبار أثّر معنويا على عملية تحرير الموصل، وكذلك أثّر عمليا بحكم أن الحكومة الاتحادية الآن تكرس كل ما لديها من إمكانات لتحرير الرمادي، لكنها على المستوى البعيد لن يكون لها تأثير على الموصل، لأنه في النهاية يجب تمكين وتجهيز أهالي الموصل من المنتسبين الأمنيين ومن أبناء العشائر وتسليحهم وفق ضوابط المؤسسات الأمنية من أجل تحرير المدينة ومن ثم مسك الأرض». من جهته، أكد اللواء صلاح فيلي، المسؤول في وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا يمكن مقارنة الموصل بالرمادي أبدا، لأن مدينة الرمادي مدينة صغيرة في حين أن الموصل مدينة كبيرة وتحتاج إلى برنامج خاص، وهي مأهولة بالسكان ويوجد فيها نحو مليوني شخص». وأضاف: «أيضا، الموصل أكثر قربا إلى الحدود السورية، وتنظيم داعش يستطيع إمداد قواته فيها من الناحية اللوجيستية بشكل أسرع، لذا عملية تحريرها ليست سهلة». في غضون ذلك، قتل أمس العشرات من مسلحي «داعش» في غارات للتحالف الدولي ومعارك داخل صفوف التنظيم. وبيّن سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، لـ«الشرق الأوسط» أن «17 مسلحا، بينهم قياديان، قتلوا في غارات لطيران التحالف الدولي استهدفت مواقع ومقراته في منطقة بادوش (غرب الموصل) بينما قتل تسعة مسلحين آخرين في اشتباكات مسلحة بين عناصره العراقيين والأجانب إثر خلافات على توزيع الأموال والمناصب في منطقة وادي عقاب (غرب الموصل)»، مشيرا إلى أن التنظيم سلم أمس من جثث مسلحيه الذين قتلوا في معارك مع قوات البيشمركة إلى مستشفى الطب العدلي في الموصل. وكشف مموزيني أن «داعش» افتتح مستشفى ومركز للاتجار بالأعضاء البشرية في أحد قصور الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في الموصل، إذ يمارس التنظيم عمليات تجارة خارجية وداخلية بهذه الأعضاء، مبينا في الوقت ذاته أن التنظيم نفذ أمس في منطقة باب الطوب (وسط الموصل) «حملة إعدامات جماعية شملت ستة أشخاص، منهم أربعة مواطنين وضابط في الجيش العراقي برتبة مقدم اعتقل من قبل التنظيم إبان سيطرته على الموصل في يونيو (حزيران) من العام الماضي، بالإضافة إلى أستاذ جامعي».
مشاركة :