مؤتمر «المدن التاريخية» يطالب بميثاق يمنع تدميرها

  • 3/26/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

المنامة: «الشرق الأوسط» مؤتمر «المدن التاريخية والتجديد الحضري» الدولي اختتم أعماله في المنامة أمس الأربعاء موصيا بالاعتماد على المواثيق الدولية التي أعدتها اليونيسكو في عمليات الحفاظ على المدن التاريخية، كميثاق أثينا 1931، وميثاق فينيس 1964. وأقر المؤتمر عددا من التوصيات المستقبلية التي أكدت على تنظيم مؤتمر خاص حول دور الأوقاف الدينية في حفظ التراث الإسلامي، وتطوير مؤهلات الخبراء العرب بدعم من المنظمات الدولية المعنية بالتراث مع تنظيم ورشات عمل متعددة تشارك فيها الجهات الحكومية والخاصة، وإعداد ميثاق يكرس لمنع تدمير التراث الثقافي في المنطقة تشارك في إعداده المؤسسات المحلية والعالمية ذات الشأن، وبالاعتماد على مواثيق دولية سابقة. الدكتور كمال البيطار، مسؤول برامج التراث الثقافي في المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بالمنامة، أكد في مداخلة حول مدينة حلب أن التراث الثقافي المعماري للمدينة تعرض لدمار هائل بعد الأحداث في سوريا التي بدأت عام 2011م، موضحا أن تراث المدينة بحاجة إلى مساعدة عاجلة من جميع المعنيين بالتراث حول العالم من أجل إنقاذه من التعرض لمزيد من الدمار. وأشار الدكتور البيطار إلى أن خبراء التراث وضعوا للمدينة خطة إعادة تأهيل منذ عام 1994م وحتى عام 2007م حيث تمت توسعة دائرة التطوير الحضري للمدينة إضافة إلى ترميم الساحات العامة والمباني التاريخية في المدينة واستعادة الأرشيف المعماري والثقافي لحلب. وفي سياق متصل، قدمت عمرة يدوفيش، المهندسة المعمارية ومفوضة المحافظة على آثار البوسنة والهرسك، شرحا حول عمليات الترميم التي حصلت في البلاد بعد الحرب التي عرضت التراث الثقافي والمعماري للبوسنة والهرسك لكثير من المخاطر والدمار. وأشارت يدوفيش إلى أن عمليات الترميم في البوسنة والهرسك تعطي مزيدا من الأمل بإمكانية إنقاذ التراث الثقافي في مدينة حلب وسوريا بشكل عام. وقالت يدوفيش إن نحو 3 آلاف معلم تاريخي ومعماري في البوسنة والهرسك قد تعرض للدمار بشكل جزئي أو كامل، مؤكدة في الوقت ذاته أن عملية إعادة تأهيل التراث الحضري في المدن التي تعرضت للدمار يجب أن تشمل مشاركة المجتمع المحلي. كما أوصى المؤتمر بالسعي لاستخراج أدوات قانونية على المستوى الوطني للدول، والعمل على تعريف القيم الثقافية للمجتمعات وربطها بعملية إعادة التأهيل المستدام للمدن التاريخية، وتنظيم ورشات عمل للعصف الذهني في الدول العربية من أجل الوصول لآلية عمل وفلسفة للحفاظ على التراث الثقافي في المنطقة. كما أكد المؤتمر على ضرورة القيام باستبيان يأخذ في عين الاعتبار العوامل الاقتصادية والاجتماعية من أجل تطبيق مبادرات إعادة التأهيل الحضري للمدن، إضافة إلى تخطيط وتطبيق مشاريع مبدئية في مجال التعرف بشكل عملي على الحاجات الاجتماعية والاقتصادية للمدن التاريخية في الوطن العربي. وفي السياق ذاته، أوصى المؤتمر بضرورة إشراك الأطراف المختلفة في المجتمع المحلي في عملية تخطيط وتطبيق مشاريع إعادة تأهيل المشاهد الحضرية بما يجعلها مشاريع مستدامة. أما بخصوص مداخلات المؤتمر في يومه الأخير، فتناولت مجموعة مواضيع ناقشها خبراء عرب وعالميون، بدأت مع دانييلي بيني، أستاذ التخطيط العمراني في جامعة فيرارا بإيطاليا، حيث تحدث عن مشروع التجديد العمراني في مدينة القاهرة التاريخية. وأشار بيني إلى أن عملية التجديد الحضري هي عملية إعادة القيم الثقافية والتاريخية للمجتمع وإعادة إحيائها، موضحا أن مشروع تجديد المدينة دعم الخصائص التراثية للنسيج العمراني فيها وأعاد إحياء الحرف اليدوية التقليدية والممارسات الاجتماعية التي تميزها وتعطيها هويتها الفريدة. بدوره، قدم كريم هنديلي اختصاصي برامج بمركز التراث العالمي في اليونيسكو بباريس، عرضا تناول فيه نتائج ورشات عمل المركز في تونس والكويت، حيث تقدمت تونس بطلب ترشيح مدينة صفاقس التاريخية على قائمة التراث العالمي. وأشار هنديلي إلى أن مشروع ترشيح مدينة صفاقس تطلب مجموعة ورشات عمل شاركت فيها جميع الأطراف المعنية بالمدينة من مسؤولين حكوميين، وأصحاب مشاريع محيطة بالمدينة والمنظمات الأهلية، مؤكدا أن أهم ما تمت مناقشته لترشيح المدينة هو معالجة محيط الموقع بما يحفظ هوية وثقافة المدينة. كما تطرق هنديلي إلى مشروع ترشيح أبراج الكويت لقائمة التراث العالمي، موضحا أن مركز التراث العالمي أقام ورشتي عمل من أجل تقييم وإعداد ملفات حول التراث الثقافي المعاصر الذي تتميز به الكويت. وفي مداخلة لاحقة تحدث مراد بوتفليقة، مدير المحافظة على التراث الثقافي وترميمه في وزارة الثقافة الجزائرية، حول مكانة العمارة الاستعمارية في التجديد الحضري، مستعينا بأمثلة من مدينة الجزائر حيث تحتوي على كثير من المعالم التي تأثرت بالطابع العمراني للمجتمع الأوروبي الذي وجد في المدينة في فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر. واختتم المؤتمر مداخلاته مع إحسان فتحي مستشار شؤون التراث العراقي، الذي أكد على أهمية التراث العراقي الذي يعود لآلاف السنين، مشيرا إلى تعرضه لعمليات تدمير عشوائية وممنهجة منذ بداية القرن الماضي، مستعينا بأمثلة من مدن كبغداد وأربيل والموصل وبابل.

مشاركة :