ناقد أميركي يرى أن العالمية محض وهم سردي

  • 5/22/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كذلك يلاحظ كيرش أن العديد من الروائيين العالميين يعتبرون العنف الجندري مدخلا لفهم العالم، كما في رواية روبرتو بولانيو “2666” التي تدور أحداثها في مدار القتل الجمعي للنساء في مدينة واقعة على الحدود الأميركية–المكسيكية. كما تتناول رواية موراكامي المسمّاة “Q84” حكاية قاتل يثأر من الرجال سيئي التعامل مع النساء، وحتى إيفيميلو بطلة رواية أديتشي تتشكّل حياتها إلى حد كبير بفعل تجربتها القصيرة في العمل بميدان الجنس، وكذلك الروايات النابولية للكاتبة فيرانتي ليست سوى ملحمة سردية عن العنف الأبوي، فيكون السفر المستمرّ بالطائرات هو ما يرسّخ شعور الحرية بداخلها، لكن برغم كلّ الأفق العالمي في الرواية فإنها توضعُ في مقابل تأثير تلك المنطقة الفقيرة في نابولي التي لا تستطيع الهروب من قيودها بصورة كاملة. ويرى كيرش أن “التحدي الماثل أمام الروائي العالمي يكمن في أمور كثيرة هي في جوهرها مسألة أسلوب وتقنية: كيف يتأتى لكاتب متجذر في ثقافة ما أن ينقل حقيقتها إلى قراء من أماكن وثقافات شديدة التباين؟”. ويخلص في النهاية إلى أنه لم يوجد بعد الروائي الذي وجد حلا للصراع الناشب في روحه بين ما هو محلي وما هو عالمي وعلى نحو كلي مقبول؛ فمعظم الحيوات البشرية تعاشُ في مكان واحد بعينه، وتستخدم لغة واحدة بعينها، لذا سيبقى البعد العالمي في تجربتنا البشرية محض بعد سردي وموضوعا يثار من خلال الخيال دوما والسياسة غالبا؛ والرواية العالمية هي الثورة الأحدث المطالبة بالارتقاء بالخيال الخلّاق الذي يتطلّبه التعامل مع عالم معولم بالغ الاختلاف كالعالم الذي نعيش فيه.

مشاركة :