طلبت مجلة «الهلال» فى إحدى السنوات وتحديدا فى عام ١٩٥٩ فى أواخر النصف الأول من القرن العشرين، من عدد من المفكرين والأدباء أن يتصورا العالم بعد خمسين عاما، وتقديم نصيحة إلى جيل عام ٢٠٠٠، ولو عاشوا هذه الفترة فماذا سيكون هو نتاجه الأدبى الذى سيكتبه فى هذه الألفية أو الاختراع الذى يود أن يراه والوصية التى يتركها لشباب هذا الجيل؟وكان من بين هؤلاء توفيق الحكيم، الذى رأى أنه إذا عاش لسنة ٢٠٠٠ سيكتب قصة فى تلك السنة يستمد حوادثها من صميم التقدم الذى تصل إليه البشرية فى تلك السنة، وذلك إذا لم تقم حرب خلال الأربعين سنة المقبلة، وأمكن للقوى المتصارعة فى العالم أن تسخر العلم فى خدمة البشرية، وفى ذلك العالم سيظهر الكثير من الاختراعات التى تهدف إلى رفاهية بنى البشر، وربما قامت الدولة بتوزيع الغذاء المادى والعقلى على الناس كما صوره فى مسرحيته «رحلة إلى الغد»، وسيكون كل شىء فى متناول اليد، وتسخر الآلة فى خدمة الإنسان ويتيسر السفر بين الأرض والكواكب.وبيّن توفيق الحكيم: أنه إذا وقعت الحرب فقد يرجع العالم عدة قرون إلى الوراء، وربما وصلنا إلى الأحوال التى كانت سائدة فى القرون الوسطى، وأرجو أن يسخر العلم فى خدمة البشرية بدلا من دمارها لأن ذلك إن حدث ستسعد البشرية بالكامل.وكانت وصية «الحكيم» فى هذا المقال أن يحاول بنى البشر الاستفادة كل الاستفادة من الاختراعات، ومن العلم فى تحقيق كل الأغراض والأمور التى يحتاجها الإنسان، وما تمناه الحكيم أن تزول كل مناظر الفقر والجهل والمرض وتختفى كل محاولات السيطرة على بنى البشر واستغلالهم.
مشاركة :