الإصرار على الإضرار | طلال القشقري

  • 3/28/2015
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

وما زالت أمانة جدّة تُغْلِقُ - مشكورةً - كثيراً من المطاعم والمخابز، بل وحتى بعض أسواق التموين الكُبْرى، أي السوبر والهايبر ماركت "بتاعة الناس الأُبّهة" لوجود مخالفات صحية كثيرة فيها، منها بيع مواد غذائية فاسدة، واستخدام مواد منتهية الصلاحية، وإن كانت المواد سليمة فتُتَدَاول بطريقة غير سليمة، أو تُطبخ في أوعية غير صالحة قد تآكلت من الصدأ، أو تتمشّى عليها وتستعرض بجوارها القوارض والحشرات!. العجيب أنّ بعض المحلّات الـمُغلَقة تفتح مرّة أخرى ثُمّ تُغلِقُها الأمانة ثانيةً لنفس سبب الإغلاق الأول، وهذا لا يعني شيئاً سوى عدم اكتراث المحلّات بالإغلاق، ولا بالغرامة المالية، وقبل كلّ ذلك، ولا بصحّة الناس، فليمرضوا، وليتسمّموا، لا مشكلة، فالمهم هو التربّح الفاحش منهم، وهذه المحلّات تستحقّ الإغلاق الدائم لا الإغلاق المؤقّت لساعات أو لأيام، ويستحقّ مالكوها التغريم المالي الـمُوجِع، أو حتى السجن.. لمَ لا ؟ والترحيل بعدها إن كانوا من الوافدين الـمُتستّرِ عليهم، أليس ما يقترفونه هو من الإصرار على الإضرار بالناس؟!. والأعجب من ذلك هو تهافت الناس على المحلّات الـمُغلقة حال إعادة فتحها، وقد شاهدتُ ذلك بأمّ عيني في أحد المطاعم الشهيرة في شارع التحلية، مُتخطّين بذلك الحاجز النفسي الذي يُفترض أن يتحلّى به المستهلك، فيتأنّى قليلاً قبل منحه ثقته الغالية مرّة أخرى للمحلّ الـمُغلق، فهذا يصبّ لمصلحته قبل مصلحة غيره، أم أنّ سلطان بطنه جامح وغير قابل للترويض؟ إنه بهذا يُعطي رسالة خاطئة جداً للمحلّ بألّا يكترث فهو معه حتى مع إضراره بالناس!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت إنّ إصلاح حال محلّاتنا بيد الأمانة والمستهلك( فِيفتي فِيفتي) هي تراقب وتُعاقب، فتُغلِق وتُغرّم، وهو يستغلي صحته ولا يسترخصها، فيُؤدّب ويُقاطع، وعندها لا يبقى إلّا المحلّ الصالح!. @T_algashgari algashgari@gmail.com

مشاركة :