إطلالة على صلالة | م. طلال القشقري

  • 8/25/2014
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

لا يمكنني الإيفاء بكامل حق مدينة صلالة السياحية في سلطنة عُمان الشقيقة من الكتابة ضمن مقال واحد، ولهذا فأكتب عنها اليوم إطلالةً سريعة!. يُسمّيها الخليجيون "جنّة الخليج"، والأصح أن تُسمّى "جنة دول الخليج" لأنها تقع على بحر العرب لا الخليج العربي، غير أنها بأمانة تستحق التسمية في كلتا الحالتين، ففيها سلسلة جبال عذراء ومكسوّة بالخُضرة والأشجار الكثيفة والجميلة، وكأنك في جبال الألب الأوروبية، وأراها أجمل من مرتفعات اليمن والحجاز وباقي أنحاء الجزيرة العربية، وفيها عيون رائعة تنهمر من قمم الجبال، كما تهطل عليها الأمطار ويغمرها الضباب كل يوم تقريباً، ولم يعث فيها هواميرُ الأراضي والعقار فساداً!. لكنها للأسف تُعتبر جنّة لمدّة ربع سنة فقط، إذ تختفي الخضرة وتذبل الأشجار وتنضب العيون حال انتهاء فصل الخريف في عُمان، فتعود مدينةً عاديةً أو عروساً تكفكف دموع حزنها، وتتربّص بشوق لعريسها الخريفي في العام المقبل، كي تلبس حُلّة الجنّة وتدبّ فيها روح السياحة من جديد، خصوصاً من الأشقاء الإماراتيين الذين يبدو أنهم يتركون بلادهم ليغزوها السُيّاح السعوديون، ويغزون هم صلالة سائحين بسياراتهم الفاخرة ذات الدفع الرُباعي والمجهزة بعدّة الصيد والتفحيط في الرمال والتخييم. وما يعيب جبال صلالة وعيونها هو كثرة البعوض والذباب، ولا أدري لماذا لا تكافحهما الحكومة هناك بالرش من الطائرات أو بغيره؟ فكثرتهما تبقى عائقاً كبيراً أمام استمتاع السُيّاح الكامل بالجبال والعيون، وأمام إقامة منشآت سياحية نموذجية فيها!. غير ذلك، لا أملك إلّا أن أشهد على أنّ صلالة ورغم تواضع إمكانياتها المادية تبقى مدينة سياحية مُميّزة، تصلح للعائلات بما تتمتع فيها من أمن، وما فيها من ملاهٍ ومتاحف وآثار وأسواق ومهرجانات متنوعة، ويتحلّى أهلُها بالأخلاق الكريمة، وتعلو وجوههم البشاشة والابتسامة للسُيّاح، ولا يؤزّهم اختلاف بعضهم المذهبي على مشاكسة غيرهم من أهل المذاهب الأخرى، حتى أنّ صلواتهم في المساجد تجمع الكلّ دون تعصّب أو تطرّف، كما يحصل في بعض البلاد الأخرى. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، بعثت لي برسالة وتس آب تقول فيها أنّ المواطن العُماني، من خارج صلالة، يسيح فيها مع أهله وذريته متمتعاً ببرامج سياحية مُخفّضة التكلفة، لكونه مواطناً أولى من غيره، بينما ما زال المواطن السعودي يسيح في بلده وفي غير بلده بأعلى الأسعار تكلفة، لا يسانده فرد ولا جهة، كأنه كيس سمين مُتحرك من المال، وهو ليس كذلك، فمتى يتعدّل هذا الحال المُعْوَجّ؟ متى؟ متى؟. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :