حول قضايا الوطن، والمؤامرات التي تحاك ضده لتقسيمه، ودور الشعب المصري في المرحلة الراهنة والتي هي من أخطر المراحل التاريخية التي مرت بها، كان اللقاء مع الكاتب وعضو مجلس الشعب مصطفي بكري بمقهى نجيب محفوظ بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب في إطار فعاليات ليالي رمضان الثقافية والفنية التي تقيمها الهيئة العامة لقصور، وتنظمها الإدارة المركزية للشئون الثقافية وتستمر حتى 23 رمضان، أدار اللقاء الكاتب عبد الحافظ بخيت مدير إدارة الثقافة العامة بالهيئة الذي قدم الكاتب مصطفى بكري أنه أحد أهم الذين ظلوا يدافعون عن هذا الوطن، فقاتل الاصولية الدينية التي كانت تريد أن تبتلع هذا الوطن ولكن الوطن هو الذي ابتلعها، وبدأ مصطفى بكري حديثه مؤكدا أن هذا ليس وقت الشعارات في ظل مؤامرات تحيق بالوطن لتقسيمه وتفتيته حديثا منذ وضع خطة الشرق الأوسط الجديد التي قدمها برنارد لويس وقدمها للكونجرس عام 82 واعتمدها عام 2004 في قمة اجتماع الدول الثمانية الصناعية الكبرى المقامة في جورجيا، وكان الهدف إعادة اتفاقية سايكس بيكو جديدة، مؤكدا أن الهدف منها إفشال الدول الوطنية وتقسيمها إلى دويلات صغيرة.ربط بكري بين هذه المؤامرات وبين حروب الجيل الرابع التي تحاك اليوم من خلال المنصات الإعلامية الاخوانية والتي تستهدف قطع صلة الماضي بالحاضر، وطمس الموروث الثقافي والعقيدة، وضرب القناعات وسيادة الفوضى، تدمير رموز الوطن في كل المجالات، ليصبح الوطن ساحة للآخر وأسلحته، وطالب الشعب المصري بالاصطفاف وراء الوطن لإجهاض تلك المؤامرات، مؤكدا على ثقته بشباب مصر العظيم الذي يمتلك من أدوات العلم والحضارة ما لم يمتلكه الكبار وأصبح لديه قدرة على استيعاب المتغيرات العالمية ضاربا مثال على هذه الثقة بالشاب الراحل طالب كلية الإعلام محمد المعتز رشاد ابن العميد المعتز رشاد الذي طلب بنقل خدمته إلى مدينة رفح بدون علم والده وكان يكذب عليه بأنه في فرقة تأمين قناة السويس، وخاض عدة عمليات ضد الإرهابيين في رفح، وكرمه وزير الدفاع صبحي صدقي على شجاعته لحصده عددا كبيرا من الإرهابيين، وفي احدي هذه العمليات أصيب إصابة بالغة وعرف والده بالصدفة بإصابته ومات قبل أن تجرى له العملية، وفي إحدي رسائله لوالده الذي كان يتركها عند أحد أصدقائه يطلب من والده السماح بالكذب عليه وأنه صنع ذلك من أجل بلده، وعلق بكري هؤلاء هم شباب مصر الذين قد يختلفون مع الوطن ولكنهم لديهم الاستعداد للاستشهاد من أجله.تطرق بكري لما يحدث من دول مجاورة في ليبيا ومايحدث فيها من حرب دولية من قطر، تركيا، بريطانيا وإيطاليا، وتأثير هذا على مصر، وأيضا ما يجرى في السودان وإذا حدث انهيار الجبهة الجنولية وتأثير هذا علينا، بالإضافة للوضع في الخليج، مؤكدا أن أمننا القومي مستباح ومستهدف، والرد الوحيد على ما يحدث وحدة الشعب ومؤسساته، وعبر بكري عن تفاؤله في المستقبل وأعطى إشارات لذلك برئاسة مصر للاتحاد الإفريقي بعدما كانت مصر مستبعدة منه، وارتفاع الاحتياطي النقدي من 14 مليار دولار ليصبح 45 مليار دولار، وانخفاض الدولار الآن أمام الجنيه المصري ويتوقع الخبراء إلى وصوله لـ 12 جنيها، ثم فتح باب المداخلات فعبر الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف عن ترحيبه بالكاتب والمناضل مصطفى بكري وترحيب د. إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، وعبر عن سعادته بالعلاقة الرائعة التي كانت تربطه بالمشير طنطاوي، وتمني أن تتحول الحديقة الثقافية إلى مزار للأطفال كما يحدث في أماكن أخرى، ورد بكري على أن هذه سوف تكون قضيته، وحول تساؤل عن فكرة إضافة نهر الكونغو لنهر النيل، أجاب بكري أن هذا الحديث عن إقامة سدود جديدة مبحث لجميع الدوائر خاصة في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، ثم قام بإهداء الكاتب مصطفى بكري درع المركز، وإصدارات المركز من كتب الأطفال، أعقب ذلك أمسية شعرية أدارها الشاعر السعيد المصري، بمشاركة الشعراء عبدالرحمن ثروت، محمد يوسف صالح، عطية أبو مرزوقة، عبدالعظيم سعداوي، طارق عبدالرءوف، علاء الرمحي، أبو الفتوح البرعصي، حمدان ضيف الله، أبو عامر السيد، بمصاحبة غناء وعزف على العود للفنان على إسماعيل.
مشاركة :