مسؤول كردي: الشرق الأوسط مقبل على «سايكس بيكو» جديد

  • 3/18/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بحضور مسؤولين ووزراء ومثقفين وإعلاميين، تحاور العراقيون في ملتقى السليمانية واستمعوا لخبراء في مختلف المجالات من بلدهم ومن خارجها، حول الأمن والإرهاب والفساد وكيف يمكن انتشال العراق من الحال الذي هو فيه. وفي افتتاح الملتقى أمس، قال النائب الثاني للأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني الدكتور برهم صالح إن المؤشرات تقول إن المنطقة العربية مقبلة على «سايكس بيكو» جديد، في إشارة إلى تقسيم المنطقة الذي حدث قبل قرن من الآن، مؤكدًا أن التهاون في محاربة الإرهاب سيمكن الجماعات الإرهابية من الانتشار. من جهته، أبدى نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق حرص حكومته على الحوار مع الحكومة الاتحادية لحل جميع الإشكالات العالقة بين أربيل وبغداد، مشيرًا إلى أن «حكومتنا بذلت قصارى جهدها من أجل التوصل إلى حل مع الحكومة المركزية حيث ذهبنا إلى بغداد واجتمعنا مع رئيس الحكومة، حيدر العبادي، ومع بقية المسؤولين ووعدوا بحل المشكلات العالقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم إلا أن ذلك لم يتحقق للأسف»، وقال: «نعلن بأننا اليوم على استعداد للحوار مع بغداد للتوصل إلى حلول جذرية لمشكلاتنا». وأضاف بارزاني في كلمته خلال افتتاح الملتقى، الذي تقيمه سنويا الجامعة الأميركية في السليمانية، أن «قوات البيشمركة وقفت وحدها في البداية وتقف اليوم بوجه تنظيم داعش الإرهابي وقدمت الكثير من التضحيات من أجل حفظ أمن الإقليم والعراق والمنطقة إلا أن هذه القوات لا تلقي أي دعم من الحكومة الاتحادية ولا من أية دولة من دول التحالف في حربها ضد (داعش)»، مطالبًا «الحكومة الاتحادية بدفع رواتب موظفي الإقليم وقوات البيشمركة باعتبارهم جزءًا من المنظومة الدفاعية في العراق حسب الدستور العراقي». وحول الخلافات السياسية في الإقليم قال بارزاني: «الحوار هو الطريق الصحيح للتوصل إلى نتائج تأتي لصالح شعبنا والإقليم، ونرى أن الحوار بين حزبنا، الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني يمضي بنجاح»، وقال: «للأسف كانت هناك محاولة لكسر إرادة رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، وفرض نوع من الإرادات عليه وتم نقل الصراع إلى برلمان الإقليم، وكانت لغة الاستفزاز هي السائدة مما جعل الشارع الكردي يشكك في مهمات البرلمان التشريعية والرقابية». برهم صالح والذي تحدث عن مؤشرات تهدد وحدة الشرق الأوسط وتوحي بالتقسيم، ألقى كلمته بثلاث لغات هي العربية والكردية والإنجليزية، مستذكرا مرور 28 عاما على مجزرة حلبجة التي راح ضحيتها آلاف الأكراد نتيجة قصف قوات نظام صدام حسين مدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية، وقال؛ «بعد 28 سنة من قصف حلبجة بالأسلحة الكيماوية يأتي تنظيم داعش الإرهابي ليقصف بلدة تازة في محافظة كركوك بالأسلحة الكيماوية». مشيدًا بصمود «قوات البيشمركة التي تقف بوجه التنظيم الإرهابي». وقال صالح الذي يترأس ويرعى ملتقى السليمانية باعتباره كبير أمناء الجامعة الأميركية، إن «المنطقة وبعد قرن على توقيع معاهدة (سايس بيكو) مقدم على تغييرات كبيرة وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط»، داعيا إلى «ضرورة أن يكون للعراق بعربه وكرده وكل قومياته أن يكون لهم دور مؤثر في (سايكس بيكو) جديدة ترسم للمنطقة، حيث كنا في السابق مشغولين بخلافاتنا»، داعيًا إلى «أن يكون هذا الملتقى فرصة للبحث والدراسة والتعاون ومحاولة لإيجاد مستقبل أفضل لمستقبلنا، خاصة وأن الحاضرين هنا مسؤولين وأكاديميين من العراق ومن دول الإقليم والعالم». وافتتح ملتقى السليمانية الرابع بحضور إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي وأسامة النجيفيي نائب رئيس الجمهورية وعادل عبد المهدي وزير النفط وسلنام الجميلي وزير التخطيط وحسين الشهرستاني وزير التعليم العالي وقوباد طالباني نائب رئيس حكومة إقليم كردستان وكوسرت رسول نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني وشخصيات عربية وكردية أكاديمية وسياسية، إضافة إلى أعضاء السلك الدبلوماسي العاملين في إقليم كردستان العراق. من جهته، قال المبعوث الخاص للرئيس الأميركي في التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، برت ماكورك خلال مشاركته في الجلسة الأولى من الملتقى الخاصة بمحاربة التنظيم المتطرف: «هذه المؤتمرات مهمة لجمع الأطراف المختلفة في المنطقة، إذا قارننا هذه السنة بالعام الماضي فإننا حققنا انتصارات كثيرة، فنحن حررنا نحو 40 في المائة من الأراضي التي كان (داعش) يحتلها، و50 في المائة من سكان تكريت عادوا إلى مدينتهم، نحن نعمل الآن على القضاء على (داعش) وكثفنا عملياتنا الاستخباراتية ضد التنظيم وقتلنا الكثير من قادته، ونقتل يوميا من قادته، وبعد تحرير منطقة شدادي في سوريا تمكنا أن نجد أبو عمر الشيشاني وقضينا عليه». أما فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراق فأشار إلى أن هنالك تفاؤل في مسألة القضاء على التنظيم المتطرف «داعش» وقال: «ما يحصل في بغداد وفي الإقليم هي تداعيات ما حصل في الموصل، الحرب ضد (داعش) تسير بشكل جيد، والقوات الأمنية تحرز تقدما مستمرا على الأرض ضد التنظيم، الموصل أصبحت هدفنا القريب، وحاليا كل جهودنا تنصب نحو كيف نستعد للمعركة التي يخوضها الجيش العراقي والبيشمركة والمتطوعين والحشد الشعبي، والعملية ستكون بقيادة العراق وبمشاركة الإقليم ودعم من التحالف الدولي، ويجب أن نساعد أهالي الموصل على حمل السلاح لمحاربة (داعش)، أما التحديات فهي التفاهم فيما بيننا والتحدي الثاني هو وجود القوات التركية التي تعتبر قلقا فهي تستفزنا في عملية الموصل». بدوره قال عضو قيادة قوات البيشمركة، الشيخ جعفر شيخ مصطفى خلال الجلسة: «المشاركة في معركة الموصل واجب من واجباتنا، وبالتأكيد دون مشاركة قوات البيشمركة لن تسير عملية الموصل بالشكل المطلوب، قوات البيشمركة تحاصر الموصل من ثلاث جهات هي الغرب والشرق والشمال، والقيادة الكردستانية قررت أن نشارك في معركة تحرير الموصل وستكون لنا محاورنا».

مشاركة :