القلق شعور يقع فيه كثير من الناس. وقد يكون حالة مؤقتة، شيئا عارضا ويزول، أو قد يصبح طبعا عند البعض، أو مرضا نفسيا يحتاج إلى علاج.الإنسان الروحي، أو الإنسان السوى، نراه باستمرار يعيش فى سلام قلبى مهما كانت الظروف الخارجية ضاغطة، وتملك البشاشة تصرفاته والفرح الداخلى والاطمئنان.أما القلق فهو ضد السلام والفرح، وضد البشاشة والاطمئنان، وهو ضد الإيمان أيضا، أقصد الإيمان بحفظ الله ورعايته، وها هو ذا داود النبى يقول لله فى المزمور “إن سرت فى وادى ظل الموت، لا أخاف شرا، لأنك أنت معى”ويقول أيضا “إن يحاربنى جيش، فلن يخاف قلبى. وأن قام على قتال، ففى ذلك أنا مطمئن” فى القلب يتصور الإنسان أو يتخيل أمور سيئة جدًا يتوقع أن تحدث، وربما لا تحدث على الإطلاق! ولكنه بسبب تخيلاته وتوقعاته يصير قلقًا، ويستمر قلقه.وللقلق أسباب كثيرة. منها أن يكون الإنسان قد ارتكب غلطة كبيرة أو خطية مخجلة، ويخاف أن تنكشف.وانكشافها يسبب له عارًا أو فضيحة، أو إساءة الى سمعته، فيظل قلقًا:هل سينكشف الأمر؟ هل ستعرف الحقيقة؟ وإن عرفت، ماذا سيحدث ياللهول! ويزداد القلق.من أجل هذا ،نسمع أن بعض الذين ارتكبوا جريمة قتل يحومون فى الأيام الاولى حول مكان الجريمة، ليتأكدوا من أنهم لم يتركوا أى أثر يدل عليهم، وأن أمرهم لم يكتشف بعد.. وكل ذلك من مشاعر القلق التى فى داخلهم، هناك قلق عند البعض حسب طبيعتهم، فالاطفال اذ يخافون فيقلقون.وايضًا بعض النساء: إذا غاب ابن أو ابنة لواحدة منهن، تظل فى قلق عليه: ما سبب غيابه أو تأخره؟ هل حدث له سوء؟! وتظل قلقة حتى يرجع، ومن نفس النوع، بعض صغار النفوس الذين يضطربون بسرعة، ولا يعرفون كيف يتصرفون، فيقلقون.ولذلك فإن الله يأمرنا بأن نشجع صغار النفوس، ونسند الضعفاء، القلق أيضًا يتعب الفتيات اللائى ينتظرن الارتباط الزوجى، بحيث من يأتى ليخطب واحدة منهن، تظل فى قلق: هل تعجبه أم لا تعجبه؟ هل يكمل أم يمضى ولا يعود؟!أتذكر اننى كنت اذهب للوعظ فى احدى مدن الوجه البحرى منذ 45عاما، واتتنى فتاة تطلب الارشاد.وقالت لى انها خائفة جدا. يأتى عريس لمقابلتها، وهى مرتبكة من لا تعجبه فيمضي كما مضى غيرهوهكذا كان حالها مع كل من يأتي لخطبتها. فقلت لها “يا ابنتى، مجرد مقابلتك له بهذا الارتباك والانزعاج، ربما يجعله يخاف من الارتباط بك!”نصيحتى للبنات فى مقابلة العرسان، ان تكون لهن ثقة – بالنفس ولا يقلقن. وان ذهب الخطيب، سيرسل الله من هو افضل.وهناك أشخاص يقلقون بسبب الوهم، مثال ذلك الذين يؤمنون بحساب النجوم، فيقلقون من جهة تعاملهم مع شخص مولود فى نجم معين لا يستريحون له!!والبعض يقلقون من جهة التجارب، والمشاكل التى يظنون أنها بلا حل، بينما عند الله كثيرة، وكل باب مغلق، له عند الله مفاتيح لا تحصى. بالاتكال على الله ومعونته يخلص الانسان من القلق.على كل من تصادفه ضيقة، ألا يبالغ فى القلق والخوف. ويواجه الأمور بالحرص والرجاء فى الله، وليس بالقلق.
مشاركة :