لجنة صح النوم

  • 10/12/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

شوهت الصراعات الثنائية التي يثيرها متعصبو الأندية ممن امتطوا صهوة القلم والمنبر الإعلامي لغة التخاطب ونزلت بها إلى مستوى قريب من الابتذال والسطحية, فما عدنا نرى أخلاق الفرسان وصدق أرباب الشجاعة، بل غُلفت كلماتهم بمعاني الإسقاط والتقزيم لحقوق الآخرين وما اكتسبوه, حتى بات ما كان محذوراً ومعيباً في عرف التعامل الراقي والخلق النبيل مطلباً وإثارة توضع نياشين الولاء الصادق فوق رأس مصدريها جهة الفريق المنافس, نعم هي الحقيقة المرة لواقع تعاطينا الإعلامي مع التنافس الشرس بين فرق كرة القدم، فمع طول فترة الصمت القانونية عن حالة الانفلات السابق أصبح الكل يرى ما يحدث حقاً وشرعة مكتسبة بسبب رضا المسؤولين الذي يشير إليه صمتهم المطبق عن كل هذا الهرج والمرج, حتى لجنة الانضباط التي يراد منها الضرب بقوة باتت محل تندر وشك في مصداقيتها بسبب تعاطيها مع القضايا من منبر قوة التأثير الإعلامي لكل ناد، فمن يكن صوته قوياً تبحث اللجنة عن شراء صمته ومداراته، ومن تكن الهزيمة عليه نكراء ومدوية يكن التخفيف والتنفيس من خارج حدود الملعب، تلكم هي القضية التي تتداولونها يا قوم؛ فالبضاعة إن لم تكن جيدة بكل الأحوال فلن ترضي الجميع عنها، فمن صرخوا بالألفاظ العنصرية اليوم اكتووا بنار الـ"كاف" أمس، ومن ضحك من سطوة الجماهير فسيلعب بدونهم غداً، فكل أشكال التمايز حاضرة في المشهد بيد أنها تصب في طريق التناحر الجاهلي والتعصب الأعمى، فلا روية ولا حكمة في وسطنا الرياضي, وسد مأرب بدأت بخرابه فأرة لا تعي ما تفعل، غير أن الحفر من أساس الجدار هدم البناء الذي كان يحجز المياه خلفه فتفرق العرب بعدما خربت ديارهم وجرفتها سطوة المياه التي كانت هادئة خلف السد. فمن يا ترى تلبس الدور؟ ومن يا ترى يهمه خراب الديار؟ لا نلوم الهلال حين يخرج محتجاً ولا نلوم الاتحاد حين يطالب برد اعتبار لاعبيه وجماهيره, بل اللوم لمن ترك الساحة فوضى ثم أراد أن يقوّم الوضع بين يوم وليلة دونما تحضير ودونما قوة قرار دائم ونافذ في كل الأحول, فالمفترض هو قوة القرار من بداية الموسم مثلما فعل البرقان في لجنة الاحتراف فالكل صفق وأظهر تأييده له وإعجابه بما فعل الرجل الخبير, فلماذا البقية ضعفت قراراتهم منذ الرمح الأول حتى بات الرديني لا يطرب لطعنه ولا لهيبته؟ أعيدوا قوة القرار وانشروا العدالة حتى يعيشها الجميع عندئذٍ يسكت صوت النشاز ويعلو صوت الواقع المعتدل فيكون البياض ناصعاً والسواد حالكاً فلا تشتبه الطرق ولا تضيع الخُطى "وعند الصباح يحمد القوم السرى".

مشاركة :