من وحي الإسلام: النباتات الطبية والأعشاب الواقية: شجيرة الآس (1)

  • 5/25/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر نبات الآس شجيرة صغيرة دائمة الاخضرار تنمو عادة في المناطق الرطبة والأماكن الظليلة وتحمل أوراقًا متقاربة لها رائحة عطرية جميلة، ولها أزهار بيضاء صغيرة مائلة إلى اللون الزهري وسيقان طويلة متفرعة وثمار لبية سوداء أو بنية يتم استهلاكها عند النضج، ويمكن تجفيفها واستخدامها ويتم إضافتها إلى التوابل والبهارات، عرفت منذ آلاف السنين، واستخدمها الفراعنة واليونان والرومان والفرس للعلاج والصحة الجمالية والعشبة من فصيلة الآسية وتنتمي إلى الفلقة الثنائية. ولشجيرة الآس عدة تسميات بين المجتمعات العربية والإسلامية، والأوروبية مثل المرسين والآس ففي لبنان تدعى البستاني وفي سوريا الآس وفي اليمن والجنوب الهدس، وفي العراق الياسي وفي المغرب العربي الريحان، وهي ليست شبيهة بالريحان المعتاد، وفي مناطق الجزائر وتونس بالحلموس أو الهلموس وفي ليبيا الحبق، وفي بلدان أخرى المرد والأحمام والشملون والعمار والتكمام ويطلق عليه محليا في الخليج الياسي، وتسمى أيضا القمام والحمبلاس! ويسمي الأوروبيون وأبناء الغرب الآس بلفظ (ميرتل – MYRTLE) وأما اسمها العلمي فيدعى (MYRTUS COMMUNIS) واليونان يسمونها «أمواسير» وأهل مصر الكنانة يدعونها (مرسين) وأهل فارس يكتفون بتسميتها (مرزباج) أي (MARZIBAJ) والعبرانيون يدعونها (أحمام) وتدعى باللغة الهيروغليفية «يخت» وفي إسبانيا لفظ (آريان) وفي تركيا لفظ (المرسين). بعض استخدام الآس: استخدم الفراعنة المصريون شجيرة الآس في علاج الصرع والتهاب المثانة وتنظيم البول وإزالة آلام السعال والبطن وآلام الرحم عن طريق جرعات الفم كما وردت في بعض البرديات المصرية، كما استخدمها الرومان واليونان ضد حمرة أسفل البطن والصداع والزيادة في التهاب الرحم، والتدليك من الزيت المستخرج منه ضد الشلل وإزالة الأورام ونمو الشعر والتهاب المثانة، وعسر البول وتزيل صنان الإبط، وتحمي كدمات الركب والكوعين. مميزات العشبة الآسية للعلاج: تحتوي عشبة الآس في خاصيتها التركيبية على مواد مثل الغاباينين وما يرثينال ومادة إستيث ومواد عقصية وعنصر الجير انايل والمايرتيل، وجلوتين وكذلك ليمونين وزيت السينيول التي تطهر الأنف والجروح، وتسكن الآلام والأوجاع وتقوي الجسم، وتفتح الشهية، وتسرع جبر العظام المصابة والمكسورة، وترخي المفاصل ومشكلات الجهاز التنفسي، وتنقية الصدر، وتعالج الصداع، وتذهب الحزاز وتطرد الغازات، والتهاب المثانة وتقطع النزيف، وتخفي آثار البثوربين الفخذين والإبطين. أقوال العلماء القدماء لنبات الآس: يذكر الطبيب الشهير الحسين ابن سينا عن ماهية الآس معروف وفية مرارة وشيء من العفوصة، وحلاوة وبرودة لعفوصته، ويمتاز بنكهة وشراب عفص، وفيه جوهر أرضي وجوهر لطيف يسير بنكهة، ويمتاز ساقه في الاختيار أقواه الذي يضرب إلى السواد ولا سيما الخسرواتي المستدير والأوراق ولا سيما الجبلية في جميع النبات واستخدام البذور السوداء أو البنية ذات فائدة. وأما الحكيم الباحث ابن البيطار فيذكر أن حب الآس حار ومجفف تجفيفًا قويا ولحاء أصوله أقل حدة وحرافة وأقوى مرارة، وفيه قبض وهو يفتت الحصوات الصغيرة وينفع من أمراض الكبد ويسكن المغص وإذا طبخ بالخل نفع من وجع الأسنان وأسرع إلى الشفاء ولأنه يؤدي إلى الفائدة. عشبة الآس والحكيم داود الأنطاكي: ويذكر الطبيب الأنطاكي أن الآس ينفع في حالة الصداع والنزلات مطلقًا ويحسب الإسهال والدم كيفما استعمل ويحلل الأورام والالتهابات والعرق ويفتت الحصوة الكلوية شرابًا ويضعف البواسير ويزيل الصداع ويزيل الهواء بخورًا وينقي الرئتين. الآس نبتة مصرية قديمة: لقد عرف الفراعنة المصريون نبتات الآس منذ القدم، وانطلاقًا من قدسيته تلك الشجيرات الآسية فقد رسمت وحفرت فروعها على جدران المقابر الفرعونية والراقصات يحملن فروع النبات. ويقال إن علماء الآثار رأوا بعض تلك الفروع مرسومة ومنحوتة في المقابر الفرعونية بمنطقتي الفيوم والهوارة، كما عرف الرومان والإغريق نبتات الآس وكان الإغريق يرمزون به إلى شعار الأمجاد والانتصارات، وتحظى النبتة بالتعظيم والتقديس. وكانوا يستخدمون العشبة في الحفلات والمجامع الدينية، حتى أصبحت نوعًا من الطقوس المتبعة، ولا يزال بعض المسلمين يستعملون أغصان الآس من البلدان الأخرى الشجيرة الآسية لتزيين قبور الموتى وبالأخص في مواسم الأعياد والمناسبات يضعون أوراق الآس اليابسة مع الكافور على قبور أقربائهم لإحياء ذكراهم. البرديات الفرعونية تصف الآس: وقد جاء في ذكر بعض البرديات الفرعونية العلاج الطبي للآس لعلاج الصرع والتهاب المثانة واحمرار أسفل البطن، وتنظيم حركة البول عن طريق جرعات عن طريق الفم، وكانوا يستخدمون زيت الآس للصداع والسعال ولزيادة نمو الشعر وكثافته، والتهابات الرحم لدى السيدات وعمليات التدليك لحالات الشلل ويذكرون أن عصارة ثماره العشبة إذا عتقت ضعفت وتكرجت. ثمرة عشبة الآس وعلاجها: قيل إن الدراسات البحثية أثبتت أن ثمرة العشبة اتخذت ضمادًا لإبراء شتى القروح في الكفين والكوعين والركب والكدمات المختلفة وحماية صنان الآباط والمغابن ورماده ينقي الكلف والنمش، ويجلو البهاق وزيته يعين علاج الأورام. كما يستخدم الثمرات الآسية توافق التضميد، وأعضاء الرأس، ويحبس الرعاف أو (الطنان محليا) ويجلو الحزاز ويشفي الإكزيما، وتقطير جراح الأذن وينفع شراب أوراق المغلية لاسترخاء اللثة، ومغلي أوراقه إذا شرب يسكن الصداع. كما أن العشبة تسكن العين والرمد والجحوظ، وإذا طبخت مع سويق الشعير أبرأت الأورام. وتقوي القلب وتذهب الخفقان وتمنع ثمرته من السعال ويقوي المعدة وحبه يمنع سيلان العضول بالمعدة ويمنع حرقة المثانة وجيد لأورام الحيض والله أعلم. (الهوامش: فوائد نبات الآس: موقع عالم المرأة، عشبة الآس للشعر: الأستاذة وفاء الشيحان والأستاذة سميحة ناصر خليف – فبراير عام 2017م، عشبة الياس: الأستاذة عائشة أسامة – فبراير 2015م، فوائد وأضرار الآس: موقع مجلة القهوة العربية).

مشاركة :