أعلنت سفارة فلسطين بالقاهرة اليوم الجمعة عن وصول جثمان زكي مبارك القتيل الفلسطيني في تركيا إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، بعد استكمال كافة الإجراءات. وأوضحت السفارة تفاصيل ما جرى للجثمان منذ لحظة وصوله إلى مصر وحتى وصوله لغزة، حيث قالت إن جثمان زكي مبارك وصل إلى مطار القاهرة قادماً من تركيا فجر الثلاثاء 14 مايو/أيار، وكان في استقباله مندوب السفارة وشقيقه وبناته، الذين شاهدوا الجثمان وطلبوا تأجيل تحريك الجثمان إلى قطاع غزة لحين انتداب طبيب شرعي وإجراء معاينه له. وذكرت السفارة أنه وبناءً على طلب الأسرة، أرسلت السفارة مستشارها الطبي، برفقة ثلاثة أطباء من "مستشفى فلسطين" قاموا بإجراء كشف ظاهري للجثمان، وأعدوا إقرار الوفاة متضمناً تقييمهم لحالة الجثمان. وأضافت السفارة أن أسرة زكي مبارك طلبت الإبقاء على الجثمان في مصر وعدم تحريكه ونقله إلا بعد تشريحه من جانب الطب الشرعي المصري. وأوضحت السفارة أن الأسرة قدمت طلباً إلى النائب العام المصري لإعادة تشريح الجثمان، وهو ما تم بالفعل، مؤكدةً أنه بعد انتهاء كافة إجراءات التشريح أعادت السفارة التواصل مع الجهات المصرية المختصة لتيسير نقل الجثمان إلى قطاع غزة. وذكرت سفارة فلسطين أنه تم إخطارها بتحريك الجثمان مساء أمس الخميس، وقررت مرافقة مندوب منها مع الجثمان حتى معبر رفح البري، خاصةً مع تعذّر مصاحبة الجثمان من جانب أسرة وأقارب القتيل بسبب مغادرتهم القاهرة قبل نقل الجثمان. وأوضحت السفارة أنها خلال الأسبوع الماضي دأبت على التواصل مع الجهات المعنية في مصر لتيسير مهمة نقل الجثمان، ومارست دورها في بذل كافة الجهود من أجل تحقيق المستطاع من متطلبات أسرة زكي مبارك، موجهةً الشكر إلى السلطات والجهات ذات الصلة في مصر والتي لم تتوان عن تقديم كافة أشكال المساعدة، حسب السفارة. وكان الدكتور زكريا مبارك شقيق القتيل قد اتهم السفارة بالتخاذل والتقاعس عن مساندة الأسرة في إعادة تشريح جثمان شقيقه وبيان سبب الوفاة الحقيقي. وقال لـ"العربية.نت" إن الدكتور حسام طوقان المستشار الطبي للسفارة فحص الجثمان، وكتب "عبارات تكاد تنسف القضية برمتها" منها أن "الجثة متحللة ويصعب تشريحها"، وأنه "لم يستدل على وجود لسان"، وهو ما "كان سيؤدي لطمس الحقيقة والتستر على القتلة ونسف أي دليل يمكن الاستناد عليه في ملاحقة الأتراك دوليا وقضائيا"، حسب زكريا مبارك. وكان جثمان زكي مبارك الذي قتل بسبب التعذيب في سجن سيليفري بإسطنبول في تركيا وزعمت السلطات هناك انتحاره شنقا، قد غادر القاهرة أمس بعد انتهاء تشريحه من جانب خبراء الطب الشرعي المصريين. ومن المنتظر أن يصدر تقرير الطب الشرعي والذي سيحدد سبب الوفاة الحقيقي، ويكشف وسائل التعذيب التي تعرض لها المواطن الفلسطيني قبل وفاته، في غضون 6 أسابيع، وبعدها ستقوم الأسرة بإرفاقه ضمن مستندات وأوراق دعوى قضائية ستقوم برفعها في فرنسا وهولندا ضد تركيا والمسؤولين الأتراك.
مشاركة :