سلوكيات سلبية لم تندثر بعد..!!

  • 5/26/2019
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

دخلنا القرن الواحد والعشرين، وسنحتفل قريبا بمئوية التعليم، وشهدنا نهضة وتطورا في مختلف المجالات، وتم تشييد المدن الحديثة، وأصبحت وسائل التكنولوجيا المتقدمة في متناول اليد، وأمست التعاملات الحضارية الرفيعة عنوان الدول والمجتمعات المتحضرة، غير أن البعض لا يزال متمسكا بسلوكيات سلبية، ظننا أنها انتهت واندثرت..!! ما معنى أن ترى رجلا بشوارب «مثلا» يقود سيارته في الشارع العام، ثم يقوم بإنزال النافذة ليرمي «القاذورات والأوساخ» في قارعة الطريق، أو أن يفتح باب السيارة وهي متوقفة عند الإشارة الحمراء ليقوم بـ«البصق» على الأرض أمام الناس، في سلوك سلبي، ضاربا بعرض الحائط كل صور وأشكال التمدن والأخلاق، فضلا عن القانون..؟!! ربما يقول البعض إن هذه السلوكيات السلبية محصورة لدى بعض الوافدين، أو بعض المواطنين من حديثي الجنسية، ولكن الواقع يؤكد أن بعض من يقوم بتلك التصرفات «بحريني أصلي» (بيور)، ولا علاقة لذلك بالجنسية أو بالدين. ما معنى أن يصر البعض على تجاوز طابور السيارات، أو التعمد بالوقوف الخاطئ أمام المدارس والمحلات، أو إيقاف السيارة عند مواقف السيارات في مساحة محددة لسيارتين، أو أن يصر على تعطيل الشارع، ويتسبب في ازدحام شارع ضيق مخصص لمسارين فقط، بحجة أن السائق نزل عند الصراف الآلي أو عند البرادة أو عند محل «الكرك»..؟!! ما معنى أن يصر بعض البحرينيين (البيور) على إيقاف سياراتهم خارج المساحة المخصصة أمام المنازل ليسدوا الممر بين البيوت، أو أن يقوم البعض بسد باب كراج منزل جاره، أو يوقف سيارته خلف سيارات خلق الله في المساجد بحجة الصلاة..؟!! كل التعليمات والتحذيرات، وجهود التوعية والتثقيف، التي تقوم بها الجهات المعنية في الدولة، من أجل الممارسة السليمة وتعزيز السلوكيات الحضارية، الأخلاقية والدينية، لن تجدي نفعا مادام البعض لا يعبأ بذلك، ومتى ما تم تطبيق القانون عليه، أو اضطر أحد إلى تقديم شكوى ضده، هاج وغضب وادعى المظلومية. أمام كل إجراءات الجهات والمؤسسات الخدمية التي تفرض الرسوم والفواتير على الناس، ويلتزم الكثيرون بها، بكل احترام وطواعية، تجد بعض البحرينيين (البيور) من المقتدرين ماليا، يتأخرون في سداد الفواتير، ومتى ما تم قطع الخدمة عنهم اشتكوا وبثوا رسائل الاستياء، وناشدوا لمساعدتهم وإنقاذهم من الأمر الذي أوقعوا أنفسهم فيه، وأخذوا بالحديث المعلن عن الظلم الواقع عليهم، على الرغم من أنهم هم من تسببوا في ذلك الإجراء القانوني ضدهم. سلوكيات عديدة وممارسات كثيرة، سلبية غير حضارية، يصر البعض على القيام بها، في مشهد هو أقرب إلى الـ((الهيلق))، وأبعد عن ((السنع)) كما نقول محليا.. والخطير أنها سلوكيات يتأثر ويتعلم منها الأطفال الصغار، ولا تعكس الوجه الحضاري للوطن والمجتمع. قف أمام بوفيه أو في حفل عشاء جماعي أو غبقة، ستجد أن البعض يتجاوز كل الواقفين، ويأخذ من الأطباق ما يكفي لعشرة أشخاص، ويتناول الطعام والحلويات بيديه، على الرغم من وجود الملاعق، في منظر ((همجي مقرف)). هذه نماذج وأمثلة، وأدرك أن هناك العشرات منها، ولكنها سلوكيات وممارسات غير حضارية، ظننا أنها انتهت واندثرت، ولكنها لا تزال عند البعض للأسف الشديد.

مشاركة :