في عام ٢٠٠٤ طالعتنا دار نشر "الدار العربية للعلوم" بالترجمة العربية لرواية "شيفرة دافنتشي" للكاتب "دان براون" والتي اثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الكنسية لحساسية موضوعها " علاقة السيد المسيح بمريم المجدلية"، وعلى الرغم من منعها من الدخول الى عدة دول مثل الفاتيكان وبعض الدول الأوربية والعربية إلى ان مبيعاتها تخطت عشرات الملايين من النسخ المباعة وتصدرت صحيفة "نيويورك تايمز" كأكثر الروايات مبيعاً.وفِي عام ٢٠٠٨ وعن دار الشروق للنشر صدرت رواية "عزازيل" للكاتب المصري د/ يوسف زيدان، وكان موضوعها الصراعات المذهبية لآباء الكنيسة من خلال اتباع سيرة راهب مصري مسيحي يدعى "هيبا"، بعد صدور الرواية قامت الكنيسة متمثلة في رجالها ولم تقعد منددة بإن الرواية تسيء للمسيحية وآباء الكنيسة، وعلى الرغم من ذلك انتشرت الرواية بصورة كبيرة بل وحصدت في عام ٢٠٠٩ على الجائزة العالمية "البوكر" كأفضل رواية عربية وترجمت إلى لغات عديدة .من النموذجين السابقين والكثير من النماذج السابقة لهم واللاحقة تتبادر أمامنا بعض التساؤلات و الأفكار:١- كيف تتعامل الكنيسة مع الأدب والأدباء؟ هل المنع والمصادرة هي الطريقة الأمثل للتعامل مع مثل هذه الأعمال؟ هل تعلم الكنيسة أن كل ما هو ممنوع مرغوب وكل ما هو محظور سريع الانتشار! لماذا تتعامل الكنيسة بنفس الطريقة بعينها على الرغم من التطور الفكري والمعرفي عبر الزمن؟ أين الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق؟ الكنيسة لم تغلق الباب على أبنائها للاطلاع على الأدب فقط بل وقتلت كل السبل للإبداع كي يخرج منها أدباء وروائيين اللهم إلا ندر فلكل قاعدة شواذ.٢- متى تمتلك الكنيسة الشجاعة الحقيقية لتعلن عن أنها أخطأت في ذكر بعض الأحداث التاريخية كما هي؟ إلى متى نقول نصف الحقيقة فتاريخ الكنيسة مليء ببعض الأمور التي لا تحتاج إلى تزييف أو تجميل فهذا جزء مما نحن فيه الآن .٣- لماذا الخوف من الخيال والإبداع وانت تمتلك الحقيقة؟! لماذا الخلط بين المجالات وبعضها البعض، لقد كره كثير من المسيحيين الأدب والفن بسبب رجال الكنيسة ففي فترات كثيرة لا أقول إنهم قاموا بالتحريم فقط بل بالتجاهل والنبذ فتبنى الشعب طرقهم كوحي مُنزل، لقد آن الأون لا أن تشجع الكنيسة الأدب والفن فقط بل لتتبنى المواهب الإبداعية في شتى المجالات ليكون لديها الإثراء اللاهوتي والفكري والأدبي لخلق بيئة صالحة لإنسان يحب الله والآخر والحياة.
مشاركة :