«كلمة» يُصدر ترجمة «بطن باريس» لإميل زولا

  • 5/26/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: - الخليج ضمنَ كلاسيكيّات الأدب الفرنسيّ التي تصدر عن مشروع «كلمة» للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وبالتزامن مع الدورة ال 29 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، صدرت ترجمة رواية «بطن باريس» للكاتب الفرنسيّ إميل زولا، ونقلها عن الفرنسية الكاتب والمترجم المصريّ المقيم في كندا ياسر عبداللطيف، وراجع الترجمة وقدّم لها الشاعر والأكاديميّ العراقيّ المقيم في باريس أيضاً كاظم جهاد. تشغل هذه الرواية مكانة أساسيّة بين روايات رائد المدرسة الطبيعية في الأدب الفرنسيّ إميل زولا (1840-1902)، وفيها رصد للواقع السياسيّ والاجتماعيّ، لكنه يبتعد عن المباشرة. في هذا العمل يرصد زولا بتفصيل مفعم بالشاعرية مجريات الحياة اليوميّة وطبيعة العلاقات المهنية والإنسانية بعامّة في أسواق «ليهال» لبيع اللحوم والأسماك والفواكه والخضار التي كانت، منذ نهايات القرن الثامن عشر، تحتلّ قلب العاصمة الفرنسيّة بعدما تنقّلت على مرّ العهود بين بضعة أحياء. وعلى الرغم من نقلها في بدايات العقد السبعينيّ من القرن العشرين إلى ضاحية رانجيس الباريسية وإخلائها المكان إلى مشهد عمرانيّ جديد بقي يحمل الاسم ذاته، «ليهال»، وتعمره الحدائق والمحال الكبرى، ما برحت هذه الأسواق تحتلّ مكانة في وجدان من عاصروها في المخيال الشعبيّ والأدبيّ الفرنسيّ. سمّاها الروائيّ في عنوان عمله هذا «بطن باريس» بالمعنى الحرفيّ للكلمة، لأنّه كان يرى فيها بطن المدينة، معدتها الهاضمة ومحور وجودها الفيزيائيّ، الذي يتحكّم بمشاعرها وتشوّفاتها ويخطّ صراعات البشر والأهواء في مسرحها العريض المتشعّب. من هنا الوفاء في ترجمة العنوان لهذه الدلالة، تفضيلاً لها على عناوين أخرى قد تكون أقلّ مباشرةً في العربيّة، من قبيل «جوف باريس» أو «أحشاء باريس»، وسواهما. كالعادة، تقترن لغة زولا في هذه الرواية، الصادرة في 1873، بخصوصيّات الشيء الموصوف وبتنوّع تجلّياته، هكذا يصف ما سمّاه «سيمفونيّة ضروب الجبنة»، يرصد في أسواق «ليهال» وفرتها المذهلة، وشتّى صنوف الأسماك بألوانها وأحجامها وأشكالها وروائحها، ومختلف أنواع الخضار، وطقوس وصول العربات المحمّلة بالسّلع الطّازجة كلّ صباح، كما يرصد أروقة السّوق وأقبيتها السّفليّة ومزاداتها. حول هذه الحبكة يرسم زولا شبكة واسعة من العلاقات والنّماذج السّلوكيّة والأهواء، تاركاً المصائر تتلاقى وتتقاطع أو تفترق. يتوقّف مليّاً عند علاقة الحبّ التي تنشأ بين الصّبي «مارجولان» والفتاة «كادين» وكان كلاهما لقيطين عُنيت بتربيتهما بائعة خضار، ويستعيد حوارات عن الفنّ مع الرّسّام كلود الذي يرتاد الأسواق بحثاً عن موديلات ومشاهد يطبّق عليها تصوّره الجديد لفنّ الرّسم، ويرصد «ليهال» في مختلف ساعات النّهار واللّيل، ويعاين أنماط سلوك الباعة وطقوس العمل ومختلف تعابير هذا الجمهور الواسع. وتخطّ النّهايةَ المأساويّة للعمل، روحُ الجشع والشّغف بالوشاية تعتاش منه ثلاث نساء يخصّهنّ زولا بتحليلات فريدة، يُبرز من خلالها الجانب المظلم في تكوين المجتمع بأسره.

مشاركة :