الشيخ هاني الحسيني: تلاوة كتاب الله رسالة عظيمة وليست مهنة للتربح

  • 5/26/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

منذ بداية شهر رمضان، يصدح القارئ الشيخ هاني الحسيني بآيات الله ويتلوها على المصلين المصريين لا سيما في صلاة القيام، وعبر الأثير يُطل بصوته الندي على المستمعين لإذاعة القرآن الكريم خلال صلاة الفجر والأمسيات الدينية. يعد الشيخ هاني الحسيني، أحد الأصوات التي شقت طريقها بنجاح خلال السنوات الماضية في مصر، لأسلوبه الذي يسلب القلوب ويطرب الأسماع عند قراءة آيات القرآن الكريم، وهو ما أهلّه لأن يقع عليه الاختيار من جانب مؤسسة رئاسة الجمهورية في مصر للقراءة في الاحتفالات والمناسبات المختلفة التي تفتتح بآيات الذكر الحكيم، وهو ما جعله ينال لقب «قارئ المناسبات الرئاسية». يقول الشيخ الحسيني لـ«الشرق الأوسط»: «أعمل إماماً لمسجد جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بمدينة 6 أكتوبر (تشرين الأول)، وأحمل عضوية (نقابة القراء) المصريين، كما أني عضو مقرأة بوزارة الأوقاف، وقد بدأت شهرتي عندما بدأت الظهور بالإذاعة المصرية خلال نقل شعائر صلاة الفجر، بعدما اعتمدت رسمياً في الإذاعة في عام 2010، وكان أول خروج لي على الهواء في عام 2013». ويكمل: «تم اختياري للقراءة في المناسبات الرئاسية عن طريق ترشيحي من جانب اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وأول مرة قرأت فيها أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت في صلاة الجمعة وقت تدشين (جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز)، في منطقة جبل الجلالة المطل على خليج السويس، قبل نحو 3 سنوات، وقد تحدثت مع الرئيس بعد صلاة الجمعة حيث أشاد بصوتي، وطلب أن أنضم لاحتفالات الرئاسة، ومن بعدها قرأت في أكثر من مناسبة مثل الاحتفال بعيد الشرطة المصرية ومؤتمرات الشباب في مدينة شرم الشيخ والمؤتمرات الاقتصادية». يشير الشيخ هاني إلى أن هناك محطات لا ينساها في مشواره مع التلاوة، أهمها إعلان اعتماده من الإذاعة المصرية، وعندما قرأ أمام الرئيس حسني مبارك عام 1996 في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وقد كان عمره وقتها 15 عاماً، ومن قبلهما كانت محطة انطلاقه والتحاقه بمعهد القراءات القرآنية بناء على نصيحة أحد مشايخ قريته ويدعى «عبد الرحيم» الذي نصحه بالانطلاق في عالم القراءة وهو صغير. أما عن أبرز التلاوات التي لا ينساها؛ فيوضح أنها كانت لآيات كريمة من سورة الأنفال، والتي قرأها عام 2010 أمام لجنة تحكيم المسابقة الدولية الثانية والخمسين لتجويد وتلاوة القرآن الكريم، التي تعقد سنوياً في ماليزيا، والتي حصل بها على المركز الأول بالمسابقة. ويؤكد الحسيني أن هذه المسابقة كانت بداية شهرته الحقيقية وانطلاقته القوية، وعنها يذكر: «هذه المسابقة تعد من أقوى وأصعب المسابقات العالمية في القرآن، حيث تتطلب شروطاً معينة للالتحاق بها، منها أن يكون القارئ حسن الصوت، ويجيد 4 مقامات صوتية، إلى جانب الفصاحة والتجويد، ومع توافر هذه الشروط لدّي اشتركت في المسابقة، والتزمت بالقانون الخاص بها، وبفضل الله حصدت لقبها بعد منافسة مع 47 قارئاً و29 قارئة يمثلون 47 دولة حول العالم، ونلت تكريماً من كبار مسؤولي ماليزيا». يتخذ «قارئ المناسبات الرئاسية» القرآن رسالة ومنهج حياة، فهو يحمل أمانة نشر القرآن الكريم عبر صوته، قائلاً: «أتمنى أن أبلغ هذه الرسالة على قدر استطاعتي، وأسأل الله أن يصطفيني ويتقبل مني». وعن الأسلوب الذي يتبعه في القراءة، يقول: «أتقي الله في قرآني، فأنا أهتم أولا بـ(المخارج)، فأركز على الأحكام قبل النغم، وأطوع النغم لخدمة القرآن وليس القرآن لخدمة النغم، لأنه حالياً أصبحت غالبية القراءات تهتم بالنغم والمقامات على حساب تراجع الأحكام، وهو ليس صحيحاً لأننا نقرأ القرآن ولسنا أمام مقامات غنائية». ما يؤلم الشيخ الحسيني، هو أن قراءة القرآن تشهد تراجعاً في مصر، فيقول: «للأسف حولنا القرآن للتربح والمكسب فأصبحنا في تراجع، ففي الماضي كانت القراءة من أجل القراءة، أما حالياً فهي للشهرة، وما أومن به أن القرآن ليس للتربح، بل رسالة، وكلام الله لإنذار من كان حياً». وبسؤاله عن كيفية إيجاد أجيال جديدة من القراء، أجاب: «علينا أن نعلم الأجيال الجديدة حب القرآن للقرآن، وأن يقرأ القارئ لله، وأن يكون قلبه حاضرا للقراءة وأن يخرج من قلبه أي شيء غير الله، فوقتها سنشعر بالإخلاص وحلاوة القرآن».

مشاركة :