المبتعثون في بريطانيا يعيشون 18 ساعة صيام

  • 5/26/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعيش أبناؤنا المبتعثون ساعات نهار طويلة من رمضان مع ظروف الدراسة والتحصيل والبعد عن أرض الوطن محرومين من سماع أصوات المآذن تصدح بالنداء للصلاة خصوصاً أذان المغرب والتراويح، إلى جانب شوقهم وحنينهم إلى أرض الوطن، وسط أجواء غربية لا أثر لرمضان فيها كما القابضين على الجمر.. فكيف يعيشون تجربة الصوم في بلد الابتعاث، نادية عبدالعزيز قربان محاضر بجامعة أم القرى قسم رياض أطفال باحثة طفولة في جامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة، تحكي تجربتها في الصيام في بريطانيا، مشيرة إلى أن وقت الإمساك والإفطار يختلف من سنة لأخرى، وكانت أول تجربة لي في 2017 حيث كانت ساعات الصيام 19 ساعة، وتزيد كل يوم بمعدل خمس دقائق حتى نهاية الشهر ويصل وقت أذان المغرب إلى الساعة 10:45 مساء، ونفس الوقت تقريباً في 2018، ولكن مع اختلاف الفصول قد يكون 2019 أفضل حيث سيكون أذان المغرب تقريباً الساعة الثامنة والنصف، وأذان الفجر تقريباً الساعة الثالثة مع معدل صيام 18 ساعة تقريباً، وفي السنتين الماضيتين كانت الأجواء مشمسة وفي بعض الأيام كانت ترتفع درجة الحرارة عن المعتاد والشعور بالحرارة أكبر بالطبع لطول النهار كما أن المنازل في بريطانيا مصممة لتحفظ الحرارة لذلك فإن درجة حرارة المنزل أعلى بكثير من الخارج، وكان برنامجي خلال الشهر يبدأ بالعمل على البحث من العاشرة صباحاً وحتى الثانية، بعدها أعود للمنزل للطبخ وقراءة القرآن ومشاهدة بعض البرامج الرمضانية وانتظار وقت الإفطار، وبعدها أصلي وأكمل الواجبات المدرسية ثم أقوم بتحضير وجبة خفيفة للسحور لقصر الوقت، بعدها أصلي الفجر وأنام إلى وقت الدوام، وبالمناسبة توجد هناك أماكن للصلاة ولكن لأني لا أملك سيارة فإنه من الصعب علي الخروج في وقت متأخر وأكتفي بالصلاة في المنزل، ونحن نصوم جميع الأيام ولكن إن شق علينا نفطر، فمثلاً أغمي على ابني في أحد الأيام فلم يكمل صيامه، وفي أول سنة أصبت بالتهاب في الكلية بسبب قلة شرب الماء في آخر يومين من رمضان فاضطررت للإفطار؛ لأن درجة حرارتي ارتفعت، والإفطار في هذه الحالات يكون جائزاً في أي مكان وخلال الشهر الكريم. أحاول دوماً تهيئة جو رمضاني مميز لأبنائي كما نفعل في المملكة كمشاهدة البرامج وترتيب المنزل وبعض الإضافات التي كنا نقوم بها في رمضان في المملكة، حريصة على وضع البخور كل يوم لإضفاء الأجواء الرمضانية، والصلاة جماعة، محاولة قدر الإمكان أن أهيئ لأبنائي الأجواء ذاتها التي كنا نعيشها في المملكة، كما أني أحرص على شراء الملابس للعيد، وأضطر لتغييب أبنائي عن المدرسة يومين ونسافر لأي مدينة في بريطانيا للاحتفال بالعيد، والحقيقة إن نظام الحياة في بريطانيا يختلف تماماً عن المملكة فهو يحتاج جهداً كبيراً سواء في التنقل أو طول اليوم أو المهام التي يجب إنجازها خصوصاً أننا لم نعتد الدراسة في رمضان، كما أن الوضع في المملكة أسهل لوجود عمالة منزلية مساعدة، لذلك فالمجهود أكبر، والأجواء الرمضانية خارج المملكة تختلف تماماً عن بريطانيا خصوصاً أننا من سكان مكة المكرمة التي بها طابع مميز مع المعتمرين والأجواء الجميلة في كل مكان وزحام الشوارع الذي بالرغم من أنه متعب ولكن يعكس طابع رمضان، وأكثر ما أفتقده هو أصوات المساجد التي تتعالى في كل مكان، فعند دخول شهر رمضان أشعر بالكثير من الحزن في داخلي لأني لا أستطيع الشعور بتلك الأجواء من جانب، ومن جانب آخر أفتقد الطقوس الرمضانية كما في اجتماع الأهل، وأحاول قدر المستطاع أن أوفر شيئاً من تلك الأجواء لتخفيف شعور أبنائي، ومن الجيد خلال دراستي أن المعلمين والطلاب يراعون كثيراً دخول شهر رمضان، وقد قامت الجامعة بإرسال رسالة قبل شهر رمضان لجميع الطلاب تخبرهم عن دخول شهر رمضان، وأن المسلمين يقومون بالصيام فيجب مراعاة شعورهم وعدم الأكل أمامهم أو إحراجهم بطلب مشاركتهم الأكل، وتلك لفتة أعجبتني كثيراً وفقاً لصحيفة الرياض.

مشاركة :