* المدينة المنورة هي الفاضلة، وعاصمة الإسلام الأولى ومدينة النّور والتنوير، فيكفيها فخراً ترحيبها برسول الله صلى الله عليه وسلم، واحتضان نسيمها لأنفاسه الزكية وثراها لخطواته الطاهرة، وطيبة الطيبة هي مَن رسمت في صفحات التاريخ تجربة التعايش والإيثار والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار. * ولذا فالمجتمع المديني وانطلاقاً من إسلامه وأخلاقياته الرفيعة كان ولايزال مدرسة بتعاملاته وقِيَمِه الإنسانية، واسألوا إن شئتم كل مَن يزوره من مختلف بقاع الأرض؛ فهناك ستجدون الشهادات المخلصة التي تنبض بها قلوب صادقة محبة. * ثمّ تعزيزاً لتلك القِـيم والأخلاق في نفوس أبناء المدينة النبوية وزوارها تأتي (مبادرة خَير أُمَّة) التي رفع رايتها وأطلقها قبل أيام (سمو أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان)، الذي يسهر على خدمة المدينة وأهلها وزائريها في شتى المجالات، ومن ذلك السعي للتكريس لأنسنتها وإنسانيتها وقِيَمِها. * (مبادرة خَير أُمَّة) التي تهدف إلى ترسيخ قيم الأخلاق ومفاهيم التعايش والتلاحم واستثمار مكانة المدينة المنورة الدينية والتاريخية والثقافية في تنمية المجتمع، وتفعيل الممارسة السلوكية للأخلاق، بالإضافة إلى بناء برامج داعمة للقيم ومعززة للسلوك الإيجابي، ما يميزها أنها تطبيقية تزرع الإيجابية في شرايين المجتمع بكافة فئاته وأطيافه؛ فهي تشمل الأحياء جميعها، وما تتضمنه من أندية ومراكز، وكذا مواقع الجذب السياحي، والجامعات والمدارس، بالإضافة إلى الجوامع والمساجد والمراكز الصحية والأندية الرياضية والمجمعات التجارية، إلى جانب ديوانيات ومجالس الأحياء الرسمية. * أيضاً من محاسن تلك المبادرة التي ستستمر لمدة سنة كاملة أنها تقوم على عمل مؤسسي منظم؛ فبرامجها التي يمكن لأي متابع ومتفاعل اقتراحها ستُحَكَّم من لجنة علمية واجتماعية متخصصة وخبيرة تساهم في صياغتها وتجهيز ما يدعمها، ثم بعد اعتمادها تكون لها مسارات تنفيذ، ستستخدم كافة الوسائل والأدوات والتقنيات الحديثة، يعقبها حَوْكَمَة لفعالياتها، ومؤشرات تقيس أداءها ومدى نجاحها. * وهنا ما أنا متأكد منه أن (مبادرة القيم والأخلاق خير أمَّــة) ستحقق أهدافها في المجتمع المديني في ظل دعم ومتابعة عَرّابها (الأمير فيصل بن سلمان)، وجهود وعطاءات القائمين عليها، ولكن بما أن المدينة المنورة منطلق الأَوَّلِيّات الحضارية والإنسانية أرجو أن تصل برامج المبادرة لمناطق المملكة الأخرى عبر قافِلة تزورها تحمل برامجها، بل طموحي وحلمي أن تتجاوز (قافلة خير أمة) حدود الوطن لتسافر لدول عربية وإسلامية؛ فالمجتمعات هناك تحتاج إليها وسترحب بها؛ فهل تتحول تلك الطموحات والأحلام إلى واقع ملموس (قولوا يَارَبّ)
مشاركة :