أصدرت محكمة في العاصمة العراقية بغداد، الأحد، أحكاما بالإعدام للمرة الأولى على ثلاثة فرنسيين أدينوا بالانتماء إلى تنظيم داعش. وأعلن العراق مؤخرا استعداده لمحاكمة الجهاديين الأجانب الذين قبض عليهم في العراق أو في سوريا، وخصوصا المتواجدين في قبضة قوات سوريا الديمقراطية بعد استعادة السيطرة على آخر جيب لتنظيم داعش في شرق البلاد. وتشكل عودة الجهاديين الأجانب مسألة حساسة للغاية بالنسبة للرأي العام في الدول التي ينتمون إليها، لكنّ التخلّص منهم في بلد مثل العراق يطبّق عقوبة الإعدام سيثير من جهة مقابلة محاذير حقوقية وقانونية تكون لها تبعات سياسية. ويستعد العراق للمزيد من المحاكمات للجهاديين الأجانب، معتبرا أن محاكمه ذات اختصاص استنادا إلى أن الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم المتطرف امتدت على مساحات بين سوريا والعراق. وقال مسؤول قضائي لوكالة فرانس برس إنّ المحكوم عليهم هم كيفن غونو وليونار لوبيز، وسليم معاشو، الذين اعتقلتهم قوات سوريا الديمقراطية في سوريا، ونقلوا مع تسعة فرنسيين آخرين إلى العراق في فبراير الماضي. وكان لوبيز، وهو من سكان باريس في الثانية والثلاثين من عمره، يعمل في مكتبة لبيع الكتب الإسلامية خلال العقد الأول من القرن الحالي، وأحد العناصر الأكثر نشاطا في موقع “أنصار الحق” أبرز منصات الجهاديين الذين يتحدثون الفرنسية. واتخذ لنفسه لقب “أبوإبراهيم الأندلسي” بعد انتمائه إلى داعش وعاش مع جهاديين شجع لديهم التطرف ونفذوا في فرنسا هجمات دامية. وغادر لوبيز فرنسا في يوليو 2015، أثناء خضوعه للمراقبة القضائية بسبب نشاطاته على الموقع المذكور مع زوجته وطفليهما. أما كيفن غونو المولود في بلدة فيجاك جنوب غرب فرنسا (32 عاما)، واعتقل في سوريا مع أخيه غير الشقيق توماس كولانج (31 عاما) ووالدته وزوجته، فقال في اعترافاته التي أدلى بها للسلطات في العراق إن والده انضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية وقتل خلال معارك في الرقة، العاصمة السابقة لتنظيم الدولة الإسلامية في سورياوذكر أنّه دخل إلى سوريا بشكل غير شرعي عبر تركيا والتحق فور وصوله بجبهة النصرة قبل أن يبايع زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبوبكر البغدادي. وتقول السلطات القضائية العراقية إن هذا الرجل الذي يطلق على نفسه اسم “أبوسفيان” شارك في القتال إلى جانب الجهاديين في سوريا والعراق. والمحكوم الثالث هو سليم معاشو البالغ من العمر 41 عاما، وقد التحق بكتيبة “طارق بن زياد” التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية بقيادة عبدالإله حيميش. وبحسب السلطات الأميركية، ضمت هذه الكتيبة 300 عنصر من الأجانب الأوروبيين منفذي الهجمات في العراق وسوريا وغيرهما. ووفقا لمركز تحليل الإرهاب الفرنسي، استضاف معاشو في الرقة جوناثان جيفروا وهو فرنسي اعتقل في سوريا وتم تسليمه للقضاء الفرنسي. وكشف جيفروا، وهو من تولوز، عن الكثير من المعلومات، خصوصا في ما يتعلق بالأخوين كلان. وأشار إلى أن ابنة شقيقهما متزوجة من كيفن غونو.
مشاركة :