متصوفة عاشقون|| محيي الدين عربي.. والتحول لطريق الزهد

  • 5/29/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ولد محمد بن على بن محمد بن العربى الطائي، بمدينة مُرسية بالأندلس– إسبانيا فى العام ٥٦٠هـ/١١٦٥م، «وكان ابن عربى من أسرة نبيلة غنية وافرة التقوى، وهو يذكر عن أبويه أخبارا تدل على شدة التقوى، وكان له خالان سلكا طريق الزهد».تحول ابن عربى إلى طريق الزهد والتصوف متأثرا بعدة أشياء منها سبق أخواله للطريق، وعدة رؤى قادته للاهتمام بطريق المتصوفة.ويسجل الدكتور نصر حامد أبو زيد عدة أسئلة طرحها فى محاولته لمعرفة أسباب تحول ابن عربى من حياة الصيد واللهو إلى حياة الزهد والتصوف، ويقول: «لكن حياة ابن عربى اتخذت مسارا مختلفا لأسباب ليست واضحة تماما».هل كانت رؤيا ظهرت له هى التى غيرت المسار المتوقع لحياة الصبى المُنعم؟ أم كانت تجربة مرض ألمَّ به فى طفولته؟ أم كان الأمر كله مفاجأة بسبب ما لاحظه فى سجود أحد الأمراء من ذل وخضوع لله، فقرر ألا ترتبط حياته إلا بالله الذى تسجد لجبروته جباه الحكام والأمراء؟»وكلها روايات جاءت فى كتب الشيخ، توضح بداياته فى الطريق، والتزامه بالأدب الصوفى. «ومن يدرى لعل نصائح زوجته، والقدوة التى شاهدها فيها قد حملت ابن عربى على أن يغير مجرى حياته، تواكب هذا دعوات أمه التقية».والتقى الصوفى بالفيلسوف ابن رشد وانتهى اللقاء بينهما بمدح ابن رشد للشيخ ابن عربي، وعن ابن عربى تقول الباحثة سعاد الحكيم فى مقال لها بعنوان «المرأة ولية وأنثى»: «يقولون‏ فى ابن عربى ما يقولون، وتظل تربة ضمت رفاته فى قاسيون وجهة أتقياء زائرين، وتستمر تجربته الروحيّة مدادًا لكتابات عارفين عالمين، ومتطلعين متعلمين.‏وما بين عوام يعتقدون ولايته، ويتبركون بزيارته، وبين خواص أرباب تدوين وتسطير، يغمسون أقلامهم فى تصورات فكره ولحظات تجربته، مسافةٌ لا يردمها إلا تفرّد شخصه، الذى استطاع وصل القمة بالقاعدة.. فارتقى عوالى مراتب الخصوصية، دون أن يفارق جموع عوام المسلمين».

مشاركة :