حكاية بضع شعرات.. سيرة ذاتية غير عادية لطفل

  • 5/29/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

متعة القراءة لا تنتهي، فمع كل كتاب يجد المرء نفسه فى عالم جديد ومختلف، يتنقل عبر العصور والأماكن والأحداث والشخصيات، يرى ما لم يسبق له أن شاهده من قبل، ويتعرف على أناس لم يكن يتخيل وجودهم، ويواجه الكثير من الأفكار التي ربما لم يتخيل أن لها شعبية جارفة. ولأن أول كلمات القرآن الكريم كانت «أقرأ»، فعلى مدار 30 يومًا تستعرض «البوابة» ثلاثين كتابًا شيقًا، تتنوع ما بين الأعمال الأدبية والسير الذاتية والكتب الفكرية، والتى يُمكنك أن تتصفحها وتنتقل بها إلى عوالم أخرى من المتعة. يجد البعض فى قصص الأديب الصينى تشانغ شين قانغ مفهومًا نموذجيًّا دائمًا لمرحلة الطفولة، والتى تُمثّل البراءة، والوحدة، والمعاناة، والصمود؛ لذلك فهى تختلف كثيرًا عن الطفولة فى القصص التى تحمل الطابع الترفيهي، بل تحكى عن «فترة الطفولة المؤلمة» التى لم يختبرها الأطفال من قراءة من قبل؛ ووصفت قصص تشانغ شين قانغ كذلك بأنها تخطَّ حدودًا فاصلة مع أدب الطفل المزيف؛ وأحدث هذه الأعمال هى «حكاية بضع شعرات.. سيرة ذاتية لطفل».الكتاب جاء بترجمة ندى بليطة ومراجعة سوه شاو هوا، وضم ٢٢ حكاية منفصلة متصلة، منها «الضوضاء خارج، بطن أمي، السفير الصوري، الشَّعْرُ له حكاية، من سوء الحظ أن أذهب إلى المدرسة فى سن مبكرة، الحشرة الجائعة، منزل صغير ومنزل كبير، دعيه يشعر بالهدوء قليلًا، القطة العجوز للمعلمة ينغ تسي»، وغيرها من القصص التى تأتى بأفكار تتخطَّى الواقع، ليروى المؤلف قصة غريبة تحكى عن غلام يُدعى تشن تو، وهو فتى غريب الأطوار يحب التراب، يبحث عنه فى كل مكان فى المدينة، وإذا وجده، يشعر بحماسة لا مثيل لها، حتى لو وجد ترابًا قد اختلط بماء غير نقي، فسيجمعه أيضًا.كانت بداية الكتاب سرد أحداث فكاهية ومبهجة، ويروى ذكريات لحظة ولادة بطل القصة تشن تو «فى تلك اللحظة سمعت صوت ارتطام شيء ما على الأرض؛ كان ذلك الصوت مزعجًا جدًّا، لدرجة أن جسدى كله انتفض منه؛ بل فى الحقيقة كانت الغرفة كلها التى كنت بها تهتز لذلك»؛ ومن هذ الوصف والإحساس الشديد بعدم الأمان الذى شعر به كروح جديدة وضعيفة وصلت إلى عالم غريب عنها تُظهر مشاعر تجربة الخوف التى تتناقض بشكل واضح مع مشاعر الأمن والاستقرار التى كانت الروح الجديدة تشعر بهما عندما كانت داخل رحم الأم.تكشف القصة عبر سرد سلسلة طويلة من التفاصيل غير الواقعية عن «حقيقة» الواقع الذى يَكْبر فيه الأطفال، حيث تواجه العلاقة بين الأطفال والتراب، الذى هو أساس الحياة ومنه خُلق الإنسان، أزمة لمحاولة انتزاع تلك العلاقة، والتخلص منها أثناء مرحلة التحديث فى المدن الكبرى، بينما يوضح أن ثلاثة من العناصر الأساسية وهم «التراب والنار والمياه» تمثل الأطفال.

مشاركة :