ثلاث روائيات: الكتابة النسوية تعيش أزهى عصورها

  • 5/29/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» في جلسة جمعت ثلاث مبدعات، تناول معرض الكتاب الإماراتي الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، في دورته الأولى، التجربة الروائية النسوية المحلية ودورها، وتاريخها، وعلاقتها بغيرها من الأجناس الأدبية، كما استعرض تحت عنوان «الرواية الآن» النماذج الإبداعية المحلية وتأثيرها في مسيرة الكتابة بتجلياتها، وأبعادها. شارك في الجلسة التي أدارها محمد أبو عرب الروائيات: إيمان اليوسف، وصالحة عبيد، ونادية النجار، اللواتي تحدثن عن تجاربهن في الكتابة، وتاريخ الرواية المحلية، ودورها في إثراء المشهد الثقافي الإماراتي، كما تحدثن عما يشغل الكاتب وينطلق به لإتمام مشروعه الإبداعي، سواء كان قضية، أو فكرة، ومناقشة صورة المرأة وانعكاس حضورها في المجتمع على مكانتها ودورها في مجال الأدب. واستهلت إيمان اليوسف حديثها بالإشارة إلى أنه لا يمكن أن تقوم تجربة أدبية إبداعية بمعزل عن سابقها، وقالت: «لا يمكن القول إن التجربة المحلية تراكمية، كما لا يمكن القول إنها غير ذلك، ما نكتبه اليوم كتب سابقاً، الجميل في الأدب هو أنك لا تستطيع أن تقدم تجربة فريدة بمعزل عما قدم من قبلك، لكن في كل الأحوال والأشكال الإبداعية والأجناس الكاتب يقدم تجربته الذاتية، ويكتب ذاته، ويعبر عن كينونته، فالعالم هو سرد للحكايات، وكلنا نعيش في قصة». وفي ما يتعلق بارتباط القصة بالرواية والعكس، لفتت اليوسف إلى أن القصة والرواية كلّ واحدة لها عالمها الخاص، وقالت: «الرواية لها رهبة، عوالم متداخلة، شخصيات، حبكات مكثفة، القصة مختلفة، هي ومضة سريعة من الحكاية، سرد مكثف وسريع يخلو من الإطالة، والعوالم المتداخلة، والكثير يعتقد أن كتابة القصة أمر هيّن، بل هو على العكس تماماً فهو يحمل تحديات أكبر من كتابة الرواية، وأنا أكتب لأسأل، وأكتب لأسمع نفسي». من جهتها أشارت صالحة عبيد، إلى وجود نماذج روائية إماراتية رائدة مستشهدة بالمجموعة القصصية «الخشبة» التي صدرت للكاتب عبد الله صقر في العام 1971، وتابعت: «هذه المجموعة عبّرت عن صوت مرحلة، عن تاريخها، ومكانها، ولا يمكن لي أنا ككاتبة أن أتجاوزه، على العكس أنا أبني على ما قدمه لي، واستفيد منه، وأوظفه كيفما استطعت، ودوري هو أن أجعل القارئ يرى من خلال ما أكتبه الواقع الذي أعيش فيه، وأطمح إلى أن أجعله يلمس الزمان الذي عشته». وعلى صعيد ارتباطات القصة والرواية أشارت عبيد إلى أن الفكرة هي ما تقود الكاتب إلى جنس العمل، إذ يجب النظر إلى القصة باعتبارها جنساً إبداعياً منفصلاً عن الرواية، مؤكدة أن الرواية هي مجتمع كامل يحتوي تفاصيل تتقاطع مع العالم الذي نعيشه بكل متغيراته، وأفكاره، وظروفه، ولها أدواتها، كما للقصة أدواتها، وهذا ما يميز الجنسين. من جانبها، أشارت الروائية نادية النجار، إلى أن التجربة الروائية في الدولة رائدة، لافتة إلى أن رواية «شاهيندة» لراشد عبد الله النعيمي التي قدمت في العام 1971 واحدة من الأعمال البارزة التي تدل على هذا الواقع المتطور والثري. وتابعت:»أسعى في كتابة مشروعي الخاص لأن استند على كل ما كتب، ودائماً ما أسأل نفسي أين موقعي في المشهد الثقافي، وما هو الدور الذي يجب عليّ أن أقدمه لأخدم هذا الواقع وأثريه؟ وأرى أن هذا الواقع الثقافي يشهد زيادة في أعداد الكاتبات المميزات، وهذا أمر غاية في الأهمية، فالعمل الإبداعي منظومة متكاملة، وأنا لا أعمل، ولا أكتب لوحدي». وفي إجابتها حول من يخدم الثاني القصة أم الرواية، قالت«: هناك فكرة مغلوطة عن أن الكاتب عليه أن يبدأ من القصة ليصل إلى الرواية، هذا أمر غير صحيح، القصة تختلف تماماً عن الرواية، سواء على صعيد الشخصيات، أو الحبكة، وغيرها، ولا بد أن يمتلك الكاتب أدواته الخاصة للعمل على مشروعه الإبداعي الخاص، وأرى أن الكاتب الجيد عليه أن ينطلق في منجزه الأدبي من الإنسان، ويصل به للإنسان».

مشاركة :