السعودية تلقي بكل ثقلها للتصدي للخطر الإيراني

  • 5/29/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

من المنتظر أن تتمحور قمم خليجية وعربية وإسلامية تستضيفها السعودية هذا الأسبوع في مكة المكرمة حول تصاعد التوتر وما باتت تشكله التهديدات الإيرانية من خطر على أمن المنطقة. وتنزل الرياض بكل ثقلها من خلال استضافة أكثر من قمة في أسبوع واحد لتوحيد الصف العربي والإسلامي في مجابهة الخطر الإيراني، كما تسلط هذه اللقاءات الضوء على أن الدول العربية متفقة على أن التجاوزات الإيرانية لم يعد من الممكن السكوت عنها ويجب وضع حد لها. ويشكل توجه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو تبني سياسة حازمة تجاه طهران من خلال إدراج الحرس الثوري الإيراني على القائمة السوداء وتجديد العقوبات، فرصة أمام الرياض وحلفائها في المنطقة لتشديد الخناق على الجمهورية الإسلامية وكبح جماح أذرعها المسلحة في أكثر من عاصمة عربية. وتبدو المملكة العربية السعودية أكثر حزما ووضوحا في التعاطي مع التهديدات المستمرة للنظام الإيراني وأذرعه في المنطقة، حيث أكدت أنها "سترد بقوة" على أي أعمال تخريبية جديدة. وباتت طهران تشكل خطرا كبيرا على أمن الملاحة البحرية وإمدادات النفط العالمية بعد الهجمات التخريبية التي تعرضت لها 4 ناقلات نفط قبالة السواحل الإماراتية والهجمات الحوثية على محطتي ضخ للنفط في السعودية. وقال عادل الجبير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، إن المملكة ستفعل ما في وسعها لمنع قيام حرب في المنطقة، لكنها مستعدة للرد "بكل قوة وحزم" بعد الهجمات التي تعرضت لها ناقلات نفط ومنشآت سعودية الأسبوع الماضي. وكانت تصريحات الجبير في أعقاب دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى عقد قمتين طارئتين عربية وخليجية نهاية الشهر الجاري في مكة لبحث الاعتداءات الأخيرة.ويقول الباحث حسين إبيش في معهد دول الخليج العربية في واشنطن إن السعودية "تتحرّك في محاولة لتوحيد الدعم العربي والإسلامي، استعدادا لما قد يكون عبارة عن مواجهة أو دبلوماسية مكثّفة" ومنذ تشديد الإدارة الأميركية العقوبات على قطاع النفط الإيراني بداية مايو، تسارعت الأحداث، فصعّدت جماعة الحوثي من هجماتها على مناطق سعودية بإيعاز من طهران التي تعتمد على ميليشيات وجماعات مسلحة حليفة لها في تهديد الملاحة البحرية وإمدادات النفط العالمية. واتهمت السعودية إيران بإعطاء الأوامر للمتمردين اليمنيين بمهاجمة منشآتها النفطية قرب الرياض بطائرات من دون طيار. ويأتي ذلك تزامنا مع شن قوات التحالف العربي لعمليات عسكرية نوعية استهدفت مخازن أسلحة وقواعد تابعة للمتمردين في العاصمة صنعاء. وقال نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان أن الهجمات على محطتي ضخ للنفط يؤكد أن الحوثيين أداة لتنفيذ أجندة إيران. من جانبه، أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير أن الحوثيين لا ينفذون سوى الأجندة الإيرانية التي تتعارض مع استقرار اليمن وأمن المنطقة. وأتهم الجبير الحوثيين بأنهم "جزء لا يتجزأ من قوات الحرس الثوري الإيراني ويأتمرون بأوامره، وأكد ذلك استهدافه منشآت في المملكة".ويأتي ذلك بعد أن عزّزت الولايات المتحدة حضورها العسكري في المنطقة عبر إرسال حاملة طائرات وإعلانها زيادة عدد قواتها بـ1500 جندي. وردت طهران بالتهديد بإغلاق مضيق هرمز الذي تعبر منه يوميا 35 بالمئة من إمدادات النفط العالمية التي تنقل بحرا، في حال وقعت الحرب. وفيما كان انعقاد قمّة "منظّمة التعاون الإسلامي" في مكة الجمعة مقررا منذ زمن، دعت السعودية هذا الشهر إلى عقد قمتين عربية وخليجية في المكان نفسه الخميس لبحث تطورات المنطقة. ولم يتّضح بعد عدد الدول التي ستشارك في القمتين الطارئتين، ومستوى تمثيلها. ودُعيت قطر التي تواجه مقاطعة دبلوماسية من جانب الرياض والمتهمة بالتقارب مع إيران، لحضور القمة الخليجية. وتعالت دعوات في ظل تصاعد التوتر في الخليج العربي إلى وحدة الصف وتضافر الجهود لوضع حد لانتهاكات إيران وتجاوزاتها التي لا تخدم مصلحة المنطقة. وتتّهم السعودية إيران بالتدخل في شؤون دول المنطقة، وزعزعة استقرار البحرين والعراق سوريا ولبنان واليمن عبر دعم وتسليح مجموعات مسلحة في هذه الدول. وكانت أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة على وحدة الصف وتنسيق المواقف كضرورة في هذه الظروف الدقيقة، مشيرة إلى أن الرياض بما تملكه من رصيد عربي ودولي مؤهلة للقيام بهذا الدور. وقال مراقبون إن الدعوة الرسمية من السعودية والتي وجهت لقطر لحضور القمة الخليجية تهدف بالأساس إلى تحديد موقف نهائي من قبل الدوحة تجاه إيران وسياساتها العدائية لدول الخليج العربي. وأضافت المصادر ذاتها ان هذه الدعوة هي بمثابة فرصة جديدة لقطر من أجل العودة إلى صف الخليجي والوقوف إلى جانب دول مجلس التعاون في مجابهة إيران. وتقود سلطنة عمان جهودا حثيثة كوسيط بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران. وقال وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بعد زيارة لطهران الأسبوع الماضي "نسعى مع أطراف أخرى لتهدئة التوتر بين واشنطن وطهران". ويقول المحلل سيمون هندرسون في "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" إن "العديد من الدول قد لا تكون راضية عن إيران وتصرفاتها في المنطقة، لكنها تفضّل تجنّب المواجهة أو اتخاذ موقف معاد".

مشاركة :