أكد مسؤولون وخبراء أن انضمام دولة الإمارات لنادي الدول الخمس الأكثر تنافسية على مستوى العالم في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية 2019 الصادر أمس، يشكل اعترافاً عالمياً بالمكانة الكبيرة التي تحظى بها الدولة على الساحة الاقتصادية العالمية، وتتويجاً لمسيرة عقود من الإنجازات. واعتبر عبد الله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية، صعود دولة الإمارات إلى المرتبة الخامسة عالمياً في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية 2019، يشكل إنجازاً جديداً يضاف إلى سجل الإنجازات المتواصلة لحكومة دولة الإمارات، مشيراً إلى أن بلوغ دولة الإمارات للمراتب المتقدمة في مؤشرات التنافسية بوجه عام والمؤشرات الخاصة بالاقتصاد والأعمال يرسخ من مكانة الدولة وجهة جاذبة للأعمال والاستثمار، لاسيما وأن هذه المؤشرات تشير إلى تفوق الدولة على العديد من الاقتصادات العالمية المتقدمة. وأكد آل صالح أن تبوء الدولة المرتبة الأولى في محور كفاءة الأعمال يحمل مدلولات تتجاوز الأرقام التي تنطوي عليها مؤشرات التنافسية نفسها، خاصة وأن هذا الأداء اللافت للاقتصاد الإماراتي يأتي في ظل بيئة اقتصادية شديدة التغير والتقلب، حيث لا تزال حالة الضبابية وعدم اليقين يتصدران المشهد الاقتصادي العالمي، كذلك فإن المرتبة العالية للدولة على سلم التنافسية العالمية، إنما تعكس بالضرورة وجود رؤية ثاقبة لدى القيادة الرشيدة للدولة بتوطيد مكانة الإمارات على خريطة الاقتصاد العالمي، ولا يقتصر ذلك على حسن أداء القطاعات الاستراتيجية في الدولة فحسب، بل ملاءمة السياسات الاقتصادية والاستراتيجيات، وعلى مختلف المستويات. وأشار إلى أن اهتمام القيادة الرشيدة بمؤشرات التنافسية وحرصها على أن تكون جزءاً من رؤية الإمارات، أسهم في الارتقاء بمنظومة الأعمال والخدمات في مختلف الجهات والدوائر في الدولة، بعد أن باتت مسؤولة بدورها عن تعزيز تنافسية الدولة في تلك المؤشرات. وقال: إن تقارير التنافسية تشكل أحد أهم المؤشرات لقياس فعالية أداء الحكومة، ومن خلالها نستطيع مقارنة أدائنا بالبلدان الأخرى حول العالم، ومن ثم نعمل على الارتقاء بالخدمات والسياسات لمواصلة التقدم نحو المراكز الأولى سنوياً. وأضاف أن صعود الدولة بنحو 23 مرتبة خلال عشر سنوات فقط في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية وبلوغها المركز الخامس هذا العام في الترتيب العام والمركز الأول في محور كفاءة الأعمال، يعكس صورة إيجابية للمستثمرين الأجانب حول قوة الأداء الاقتصادي لدولة الإمارات وقدرتها على مواصلة التقدم ومزاحمة الاقتصادات العالمية المتقدمة على المراكز الأولى في التنافسية، منوهاً بالمشاركة الإيجابية لجميع الجهات والدوائر الحكومية، وكذلك القطاع الخاص وأفراد المجتمع. وأشار إلى أن ريادة دولة الإمارات في سباق التنافسية على الصعيد الإقليمي في مؤشرات التنافسية تؤكد أنها بالفعل دولة اللامستحيل، لافتاً إلى أن الدولة باتت نموذجاً يحتذى من قبل العديد من بلدان المنطقة لتحقيق التقدم والتطور في جميع المجالات. وأضاف أن إنجازات دولة الإمارات في التنافسية تعطي أملاً لبلدان المنطقة أنه بإمكانها النهوض وتحقيق مراكز متقدمة إذا ما توافرت لديها الإرادة والرؤية. الانضمام للدول الأفضل من جهته أكد حمد بوعميم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي أن تقدم دولة الإمارات مرتبتين ضمن الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2019، واحتلالها المرتبة الأولى عالمياً في العديد من المحاور الرئيسة والفرعية هو اعتراف عالمي بالمكانة المتجددة التي باتت الدولة تحتلها على الساحة الاقتصادية العالمية، ومؤشر بالغ الأهمية على الدور الذي تلعبه رؤية قيادتنا الرشيدة في التخطيط للمستقبل وتوطيد ركائزه. وأضاف أن هذا الإنجاز هو ثمرة جهود دؤوبة ورؤية حكيمة واستشرافية نقلت الدولة إلى مصاف الدول الأفضل عالمياً في مختلف المؤشرات. ولفت بوعميم إلى أن احتلال الدولة المرتبة الأولى عالمياً في محور كفاءة الأعمال، والمرتبة الثانية عالمياً في كل من محور الكفاءة الحكومية والتجارة الدولية، ينعكس أكثر في قدرة الدولة على استقطاب الاستثمارات والمستثمرين من أنحاء العالم، لأن الكفاءة الحكومية انعكست بشكل إيجابي على كفاءة الأعمال وأداء القطاعات الاقتصادية، معتبراً أن التقرير جاء بكل نقاطه ليؤكد ما نعرفه جميعاً، وما نسعى إليه وهو أن الدولة وفي ظل القيادة الرشيدة ماضية في مسيرتها نحو بناء المستقبل، وترسيخ أسس التنمية الاقتصادية المستدامة نحو غد أفضل ومستقبل مشرق. تطور غير مسبوق من جانبه، قال خوسيه كاباليرو، خبير اقتصادي أول لدى المعهد الدولي للتنمية، ومسؤول قسم البحث لدى مركز التنافسية العالمية التابع للمعهد الدولي للتنمية، إنه «منذ إدراجها في الكتاب السنوي للتنافسية العالمية التابع للمعهد الدولي للتنمية عام 2011، أظهر أداء دولة الإمارات تقدماً قوياً ومستمراً، وبدأت تصعد سلّم التنافسية بشكل لافت، من أول ترتيب لها في المركز 28 عالمياً عام 2011 إلى المركز 12 في 2015، إلى أن وصل إلى المرتبة الخامسة عالمياً اليوم». وأرجع كاباليرو الأداء المتميز لدولة الإمارات في سباق التنافسية العالمية إلى عدة عوامل تتعلق بتبني الحكومة للعديد من المبادرات الناجحة في مختلف المجالات، والتي كان لها أثر كبير على تحسّن أداء الدولة في مؤشرات عدّة، خاصة في مؤشرات كفاءة الأداء الحكومي والأعمال التجارية، وكذلك البنية التحتية التكنولوجية والعلمية. وأوضح كاباليرو أن تبوء دولة الإمارات هذا العام المركز الأول عالمياً في مؤشر كفاءة الأعمال، جاء بعد تحسن متواصل وغير مسبوق في أداء الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية، لتصعد من المرتبة الـ46 في عام 2011 إلى المركز الأول في ترتيب هذا العام. وقال إن الانفتاح والصورة الإيجابية للدولة، وقوانين الهجرة الفعالة أسهمت في زيادة جاذبية البلاد للأفراد ذوي المهارات العالية، وبالتالي ارتفعت الإنتاجية والكفاءة الشاملة.
مشاركة :