أ.د. عبدالمحسن الداود: خواطر وتساؤلات مهمة عن الابتعاث والمبتعثين (2-1)

  • 5/30/2019
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

مكافأة التميز والمحددة براتب شهر واحد لمن يلتحق بإحدى الجامعات المميزة، تسقط عن الطالب بمجرد تمديد البعثة، وبمراجعة بسيطة لإفادات عدد من طلاب الدكتوراه لم يستطع أي منهم أن ينهي متطلبات الدرجة في ثلاث سنوات، فلماذا يبقى هذا النظام، خاصة في جامعات النخبة أو الجامعات المميزة؟.. سعت الدولة ومنذ بداية خطط التنمية الخمسية الشاملة التي بدأت في العام 1390 إلى الاهتمام بتطوير الموارد البشرية لشباب هذا الوطن، وتنويع مصادر المعرفة لهم، فقدمت الكثير من المغريات والدعم ليلتحق شبابنا بالجامعات العالمية في أوروبا وأميركا على وجه الخصوص. ومثل برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث نقلة نوعية في دعم الابتعاث وإتاحة الفرصة لأبناء وبنات هذا الوطن المعطاء من تطوير مهاراتهم العلمية والالتحاق بالجامعات العالمية حيث وصل في بعض فتراته إلى أكثر من 130 ألف طالب وطالبة. وبعد مضي أكثر من عشر سنوات من عمر البرنامج بدأت وزارة التعليم في تقويم التجربة، والسعي للاستفادة من البرنامج بأكبر قدر ممكن خاصة بعد أن بدأت أفواج الخريجين تعود إلى المملكة، ويواجه بعضها مشكلات في الحصول على الوظيفة التي تتناسب مع التخصص الذي قضى سنوات في دراسته، فصدر برنامج “وظيفتك وبعثتك”، وبرنامج “جامعات النخبة”، كما تم تقييد الابتعاث المفتوح. ولقد جاءتني هذه الخواطر والتساؤلات عن الابتعاث والمبتعثين أثناء زيارتي لأميركا لحضور حفل تخرج ابنتي، فكانت هناك فرصة للاستماع إلى طموحات وهموم أبنائنا المبتعثين.. ولنأخذ هذه الملحوظات كما وردتني لعل المسؤولين في وزارة التعليم ينظرون إليها بعين الاعتبار ويسعون لمعالجتها خاصة وهي تتناول نخبة من شباب وشابات هذا الوطن الذين سيعودون للإسهام في نهضته والمشاركة في انطلاقته المستقبلية الطموحة، وكان من ضمن هذه الملحوظات ما يلي: حرصت وزراة التعليم ممثلة في وكالة التعليم لشؤون الابتعاث والملحقية الثقافية في واشنطن على تشجيع المبتعثين على الالتحاق بالجامعات المميزة والتي تقع ضمن قائمة المئة جامعة. وهذا تطور إيجابي جدا خاصة بعد تكدس الطلاب في جامعات متوسطة أو عادية.. ومعلوم أن الحصول على فرصة قبول في الجامعات المميزة يتطلب وقتاً وجهداً من الطالب ليثبت قدرته وكفاءته للمنافسة في هذه الجامعات.. ويتساءل المبتعثون ماذا قدمت وزارة التعليم والملحقية الثقافية تجاه دعم الطلاب في هذا الجانب؟ فمدة الابتعاث للدكتوراه المحددة بثلاث سنوات لم تتغير سواء كانت الجامعة عادية أو مميزة، وحضور المؤتمرات والندوات محدد بواحد فقط وبإجراءات معقدة ونادرا ما تتم الموافقة، مع أن معظم الجامعات المميزة تشترط لكي تمنح الدرجة أو توافق على مخطط الرسالة حضور الطالب ما لا يقل عن مؤتمرين إلى ثلاثة، وأن يقدم أوراقا بحثية في هذه المؤتمرات وتكون مقبولة للنشر في مجلات علمية محكمة. مكافأة التميز والمحددة براتب شهر واحد لمن يلتحق بإحدى الجامعات المميزة، تسقط عن الطالب بمجرد تمديد البعثة، وبمراجعة بسيطة جداً لإفادات عدد من طلاب الدكتوراه سواء في الجامعات المميزة أو العادية لم يستطع أي منهم أن ينهي متطلبات الدرجة في ثلاث سنوات ومتوسط التمديد ما بين سنة ونصف إلى سنتين، فلماذا يبقى هذا النظام، خاصة في جامعات النخبة، أو الجامعات المميزة؟ حددت وزارة التعليم عدداً من الجامعات واسمتها (جامعات النخبة) والتي تضم أفضل 20 جامعة عالمية بالولايات المتحدة، بريطانيا، كندا، سنغافورة، سويسرا وفق التصنيفات الأكاديمية الموثوقة لصناعة مجتمع المعرفة وتوفير كوادر وطنية مميزة تساهم في تحقيق رؤية السعودية 2030. وحينما ننظر إلى المميزات أو الحوافز المقدمة لهؤلاء المبتعثين لتشجيعهم على الالتحاق بهذه الجامعات نجدها غير موجودة، بل يستوي من هو في جامعة مميزة مع غيره من الطلاب الآخرين الذين يدرسون في جامعات عادية أو متوسطة، فمدة دراسة الدكتوراه تنتهي في ثلاث سنوات. وربما أكثر من 90 % من طلاب الدكتوراه على وجه الخصوص طلبوا التمديد، فما بالك بالجامعات المميزة.. فأين التشجيع للالتحاق بجامعة مميزة. والغريب أن عدد الطلاب الذين يدرسون في أفضل 100 جامعة لا يتجاوز عددهم 2000 طالب وطالبة من مجموع 87786 مبتعثاً حسب إحصائية 2017 بمعنى أنهم لا يشكلون سوى 10 % تقريباً من مجموع الطلاب المبتعثين، وهي نسبة قليلة جداً مقارنة بعدد الطلاب، فيفترض أن يقدم للطلاب الملتحقين بجامعات النخبة حوافز لتشجيعهم على الالتحاق بها، مثل تقديم زيادة بنسبة مئوية على الراتب الأساسي، ومعرفة برنامج كل جامعة في الدراسات العليا وشروط كل تخصص وتكون هناك مرونة في التعامل مع كل برنامج، لأن المشكلة تكمن في أن التعامل يكون سواسية مع جميع الطلاب، ويحكمهم نظام الابتعاث بغض النظر عن مسمى الجامعة أو التخصص، وهل هي من جامعات النخبة أم لا.. مما يعيق تقدم الطلاب العلمي ويؤزم وضع الطالب النفسي خلاف القلق الذي يعيشونه أثناء الدراسة. وأواصل عرض ملحوظات الطلاب المبتعثين في مقال الأسبوع القادم إن شاء الله. نقلا عن صحيفة الرياض

مشاركة :