بينما تحتدم المنافسة في بريطانيا، بين 11 سياسياً لخلافة رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي فشلت في تنفيذ «بريكست»، أكدت مصادر قضائية أن وزير الخارجية السابق والأوفر حظاً للفوز بالمنصب بوريس جونسون، مطلوب للمحاكمة بسبب تعمده الكذب، خلال حملة الاستفتاء على خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي في العام 2016. وقالت القاضية مارغوت كوليمان في قرار مكتوب، إنّ جونسون، سيمثل أمام محكمة في لندن للرد على مزاعم بشأن إساءة التصرف خلال حملة «بريكست». والقضية متعلقة بتصريحاته بأن بريطانيا تدفع 350 مليون جنيه (440 مليون دولار) أسبوعياً للاتحاد الأوروبي.وقالت القاضية إنّ «المزاعم التي قدمت تشكل اتهامات غير مثبتة، ولم أتوصل لأي نتائج أو حقائق منها». لكنّها تابعت «بعد دراسة كل العوامل ذات الصلة، أنا مطمئنة إلى أن هذه قضية مناسبة لتقديم استدعاءات كما هو مطلوب للمتهمين الثلاثة». وأضافت: «هذا يعني أن المتهم سيتوجب عليه الحضور إلى هذه المحكمة لجلسة استماع مبدئية، ثم ستحال القضية إلى محكمة جنايات. الاتهامات يمكن توجيهها فقط في محكمة الجنايات».وتتباين مواقف الطامحين لخلافة ماي بشأن «بريكست»، إذ من المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر المقبل، وبينما يؤيد مرشحون الخروج من دون اتفاق، يتمسك آخرون باتفاق، خشية تداعيات كارثية على اقتصاد البلاد، وهناك من لم يحدد موقفه بعد من القضية المثيرة للانقسام. ويعد جونسون من أبرز المؤيدين لخروج بدون اتفاق مع بروكسل، وأكد سابقاً أنه سيعمل على خروج البلاد من الاتحاد «سواء باتفاق أو بدون اتفاق»، وتتفق معه وزيرة العمل السابقة إيستر ماكفي التي تريد طلاقاً واضحاً بلا اتفاق مع بروكسل. وتضم القائمة أيضاً وزير «بريكست» السابق دومينيك راب الذي استقال اعتراضاً على اتفاق ماي مع بروكسل.ومن أبرز المدافعات عن «بريكست» وزيرة شؤون البرلمان السابقة أندريا ليدسوم، والتي نافست سابقاً ماي على منصب رئاسة الحكومة في 2016. ويعرف وزير الخارجية الحالي جيريمي هانت، المرشح للمنصب، بدعمه بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي قبل أن يغير موقفه إثر ما اعتبره طرحا «متبجحاً» للمفوضية في المحادثات. ويؤكد دائماً أنه سيسعى لخروج عبر اتفاق مع بروكسل. ويرفض وزير الصحة الصاعد مات هانكوك، الخروج من دون اتفاق، واشتهر بمعارضته «بريكست» خلال استفتاء العام 2016، قبل أن يغير موقفه ويدافع عن اتفاق ماي مع بروكسل. ويؤيده أيضاً روري ستيوارت (46 عاماً) وزير التنمية الدولية الحالي الذي حذر من آثار مدمره على الاقتصاد في حالة لا اتفاق. وهناك مرشحون لم يحددوا موقفهم بعد من «بريكست»، أبرزهم وزير الداخلية الحالي ساجد جاويد، والسياسي، كيت مالتهاوس، ومايكل غوف وزير البيئة الحالي.في سياق آخر، أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أمس الأول، أن «بريكست» كان بمثابة «حماية من الأخبار المضللة والدعاية المناهضة لأوروبا» في الانتخابات الأوروبية الأخيرة. وقال توسك، إن «الغالبية الكبيرة من الناخبين صوّتت لاتحاد أوروبي أكثر فعالية وأقوى وموّحد أكثر، ورفضت أولئك الذين يريدون إضعافه».(وكالات)
مشاركة :