بَسْ يا بِسَاسْ!!

  • 5/30/2019
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

في حارَتِي الصغيرة، كدأْبِ كلّ حواري جدّة، عددٌ كبير من القطط المُتشرّدة التي أصبحت عالة علينا، وهامت في الشوارع كما هام مجنون ليلى، تأكل من حاويات النفايات ولا تهاجم الفئران، بل أنّ الفئران هي التي تهاجمها عكس الفِطْرة، ولا تملك القطط عند مواجهة الفئران سوى الفرار، مثلما تفرّ الحُمُر المُستنفرة من الأسد القسْورة، وتُولِّي الأدبار، ويا له من عار!. وكاتبكم مُغتاظ جداً من القطط، وخاب أملي فيها، وكُنْتُ أرجو أن تكون على الأقلّ مثل القط «توم» بأفلام الكرتون في محاولاته الدؤوبة للهجوم على الفأر «جيري» ، رغم أنّ مُخرِجي الأفلام انحازوا لجيري، وجعلوه يهزم توم دائماً بالحيلة والذكاء!. وزاد غيظي على القطط بعد شرائي لسيّارتي الجديدة، إذ يبدو أنّها مثل المرأة، تعشق الجديد دون القديم، حتّى لو كان في الجديد استنزاف لجيوب الرجل وإعلان إفلاسه، ولا يحلو للقطط بعد الفراغ من أكْل فضلات وجبات «البيك» و»الطازج» سوى الانسداح والاسترخاء فوق سقف سيّارتي، والمشكلة تكمن في طريقة تسلّقها للسقف بأظافرها الحادّة و»خربشتها» للدهان الجديد الذي دفعْتُ مئات الريالات لتغليفه بطبقة حامية، لكن هيهات هيهات مع القطط!. وهناك قطّة سوداء أشكّ في أنّها جِنّية تظهر للإنس على صورة قطّة، والشاهد أنّها ماهرة مثل بطلات أوكرانيا في القفز على الزانة، إذ تتسلّق سور بيتي بخفّة ثمّ تقفز منه على سقف السيّارة بقوة، ولا أحتاج لأن أقول لكم ماذا يحصل للدهان من تلف، والمشكلة أنّها لا تهابني، وتبقى في مكانها حتّى أهشّ عليها بيدي، فتهرب ثمّ سُرعان ما ترجع للسقف المسكين!. وما تفعله هذه القطّة لتشذيب أظافرها أمرٌ مُريع، إذ تحكّها بإطارات سيّارتي حكّاً متتابعاً يخلع نسيج الإطارات من جذوره، وهو يُشبه حكّ الرجل السمين لظهره خلال استحمامه باستخدام الليفة الخشنة التي تُركّب على عصا طويلة!. وليتني أُعلَّمُ منطِق القطط كما عُلِّم النبيُّ سليمان منطِق الطير، كي أقول لها أنّ المواطن يشقى لشراء سيّارة جديدة، سواء بالنقد أو بالإيجار المُنتهي بالتفليس، وأنّ أسعار السيّارات مرتفعة، وأنّ ضريبة القيمة المُضافة زادتها ارتفاعاً، وكذلك تكاليف تأمينها، وإصدار استمارتها، وعزلها الحراري، وأنّ أسعار صيانتها وقطع غيارها عالية، وأنّ وكالات السيّارات تزعم ضمانها لبضع سنين لكن عند حصول أيّ مشكلة فنية تُفسّر الضمان بما يُربّحها هي ويُخسِّر المُشترِي، وأنّ عليها أن ترجع لفطرتها وتكتفي بمكافحة الفئران، في ظلّ تقصير الأمانات وشركة المياه في مكافحة القوارض، وتنبذ السيّارات خصوصاً سيّارتي، و»بَسْ» يا «بِسَاسْ»، كفى تطفّلاً على المواطن، وتخسيره مالياً، فبأمانة هو «مُو» ناقص!.

مشاركة :