في ظل التحديات الخطيرة التي تواجهها الأمة العربية بأسرها، خاصة في ظل تضخم مارد الإرهاب في المنطقة العربية، جاءت القمة العربية في دورتها السادسة والعشرين لبحث القضايا العربية والمخاطر التي تواجه الأمة وعلى رأسها الإرهاب والأطماع الخارجية التي تريد أن تنال من وحدة الصف العربي، فكان القرار التاريخي بتشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة كافة المخاطر الحالية والتي تختبئ خلف جدران المستقبل العربي. ويقول اللواء صلاح التهامي الخبير الاستراتيجي إن قرار تشكيل قوة عربية موحدة يعد تاريخياً بكل المقاييس، وإن كان موجودا ضمن ميثاق جامعة الدول العربية منذ نشأتها إلا أن تفعيله اليوم أمر عظيم، ويستحق الوقوف أمامه بكل إجلال لما يبعث بالأمل لمستقبل الأمة العربية التي استوعبت مدى المخاطر التي تواجهها حاليا من قبل قوة خارجية لا تريد للعالم العربي الخير، مشيراً إلى أن هذا القرار يمثل بداية حقيقية لتوحيد الصف العربي ومواجهة تحدياته بنفسه والتغلب عليها دون الانتظار لقرارات الأمم المتحدة أو مجلس الأمن كي يتدخلوا في الشؤون العربية. ودعا كافة الدول العربية إلى المشاركة في تشكيل القوة العربية لحماية وحفظ الأمن القومي العربي الذي بات مهدداً بشكل كبير خلال الفترة الماضية، ولو كان الوضع استمر على ذلك المنوال لكانت المنطقة العربية ستدخل في نفق مظلم ربما لا نستطيع أن نخرج منه ولو بعد مئة عام، متمنياً تدشين تحالف عربي قوي تشارك فيه كافة الدول العربية حتى ولو شاركت الدول الإسلامية خاصة بعد موقف باكستان المشرف الذي تمثل في تصريحات الحكومة هناك انها سوف ترد بقوة في حالة الاعتداء على المملكة العربية السعودية. وأكد التهامي أن قرار تشكيل قوة عربية مشتركة هو بمثابة عالم عربي جديد له صوت يُسمع في جميع المحافل والمنظمات الدولية مشيرا إلى أن في الاتحاد قوة، وهذا أمر استوعبه عالمنا العربي بعد التهديدات التي تعرض لها خلال الفترة الماضية. من جانبه، وصف محمد سامي رئيس حزب الكرامة المصري قرار تشكيل قوة عربية موحدة بالتاريخي، وأنه سيكون ضربة قاضية لقوة الإرهاب ولكل القوى الخارجية التي تتربص بالعالم العربي منذ فترة وتريد أن تنشر فيه وباء التقسيم ولكن بهذا القرار التاريخي وقفت وسوف تتوقف كل المخططات التي كانت تريد أن تنال من استقرار وامن المنطقة العربية بأسرها. وأضاف سامي أن هذا القرار سوف يجعل للعالم العربي رقما في المعادلة السياسية العالمية، وسيكون للعالم العربي صوت مسموع ويعمل له ألف حساب، وهذا ما يفسر لنا قوة الاتحاد الأوروبي لأنهم قرروا الاتحاد فكانت القوة، مؤكدا أن الاتحاد العربي سيكون بمثابة القوة الضارية لكل من تسول له نفسه الإضرار بالمنطقة العربية الموحدة، مرحبا بقرار تشكيل قوة عربية. وقال ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل المصري إن تدشين قوات عربية مشتركة أصبح ضرورة يحتاجها امن القومي العربي وبداية حقيقية ليتحول العالم العربي إلى فعل بعد أن عاش طويلاً في رد الفعل. وأضاف أن عملية عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية في اليمن وتحجيم تدخل قوى إقليمية لها أطماع في المنطقة العربية بصفة عامة ومنطقة الخليج العربي بصفة خاصة هي البداية العربية الجادة لتدشين القوات العربية المشتركة على أن يكون البحر احمر عربياً ومضيق باب المندب تحت السيطرة العربية هي رسالة للعالم كله بميلاد أمة عربية جديدة قوية وقادرة على مواجهة كل المخاطر والمخططات المعادية والانتصار عليها. وأضاف الشهابي "هذه القوة التي سوف تعمل على دحر الإرهاب ومواجهة اطماع الفارسية وإجبارها على الخروج من الخليج العربي والتخلي عن أطماعها الإمبراطورية ستكون وراء تشكيل النظام العربي الجديد والقادر". إلى ذلك، قال الدكتور عادل عامر الخبير القانوني ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية إن قرار تشكيل قوة عربية مشتركة لصيانة الأمن القومي العربي أمر تاريخي بمعنى الكلمة مشيرا إلى أن القرار طالب بالتنسيق مع رئاسة القمة بدعوة فريق رفيع المستوى تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول الأعضاء للاجتماع خلال شهر من صدور القرار لدراسة كافة جوانب الموضوع واقتراح الإجراءات التنفيذية وآليات العمل والموازنة المطلوبة لإنشاء القوة العسكرية العربية المشتركة وتشكيلها وعرض نتائج أعمالها في غضون ثلاثة شهور على اجتماع خاص لمجلس الدفاع العربي المشترك لإقرارها. وأضاف عامر أن هذا القرار قد تأخر كثيراً، مؤكداً أن الفترة الحرجة التي تمر بها المنطقة العربية بأسرها الآن هي في أمس الحاجة لمثل هذا القرار التاريخي لمواجهة الإرهاب وآفة التقسيم التي تلعب عليها بعض القوى التي لا تريد للمنطقة العربية أي استقرار أو أي نوع من أنواع الأمن فهي تريد منطقة عربية مضطربة طوال الوقت حتى لا نتطلع لغد أفضل. وأشاد عامر بالضربة العسكرية التي وجهتها المملكة وحليفاتها من الدول الشقيقة للحوثيين الذين ليس لهم أي شرعية للاستيلاء على الحكم، وهم بذلك يريدون زعزعة الاستقرار في المنطقة العربية بالكامل مؤكداً أن تدخل مصر كان واجباً وطنيا لحماية أشقائنا العرب من أي مخاطر من الممكن أن تهدد استقرار و أمن اليمن الشقيق. ومن جانبها، قالت عبير سليمان الكاتبة السياسية ورئيس مؤسسة ضد التمييز إن قرار تشكيل قوة عربية لمواجهة المخاطر التي تواجه الأمة العربية حدث تاريخي، وسوف يكون بمثابة الضربة القاضية لكل أنواع الإرهاب والمؤامرات التي تحاك ليل نهار بالأمة العربية، والتي أصبحت مهددة بشكل كبير بخطر التقسيم، وأكد أن هذا القرار هو الأهم على الإطلاق في القمة العربية. ومن جانبه، أكد عبدالعزيز سمير أمين عام جبهة إرادة مصر أن قرار تشكيل قوة عربية مشتركة سوف يكون بمثابة صفحة جديدة مشرقة في حياة العالم العربي وبداية حقيقية لانطلاق الصف العربي في ثوب جديد، ليعلن لكافة دول العالم أن العالم العربي لم يعد غافلاً عما يخطط له من مؤامرات خبيثة تريد أن تنال من استقراره وأمنه ووحدته.
مشاركة :