خبراء سياسيون وعسكريــون يتفقون عـبـر «الرياض» عــلــى ضـــرورة الــقـوة الـعـربـيــة الـمـشــتـركــة

  • 7/25/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تزداد التحديات أمام الأمة العربية يوما بعد يوم ومن أشد هذه التحديات وأعقدها على الإطلاق الإرهاب الذي بات يهدد الأمن القومي العربي تهديدا صريحاً؛ وليس أمام الأمة العربية في القمة العربية التي ستعقد خلال ساعات في العاصمة الموريتانية نواكشوط، سوى التأكيد على قرار إنشاء قوة عربية مشتركة وتطبيقه على أرض الواقع؛ وتأتي على رأس أجندة القمة مناقشة الإرهاب والذي يلعب دورا كبيرا فيما يحدث في عالمنا العربي كما ستناقش القمة ملفات النزاعات في سورية وليبيا والعراق حيث ينشط ويقوى تنظيم داعش الإرهابي فضلا عن مناقشة أهم القرارات وتفعيلها على أرض الواقع هو قرار تشكيل قوة عربية مشتركة وهذا ما أكده الخبراء السياسيون والعسكريون والاستراتيجيون في حديثهم لـ الرياض معتبرين أن القمة العربية ليس أمامها سوى تفعيل قرار القوة العربية المشتركة لمواجهة التحديات الكبيرة على رأسها الإرهاب. في البداية أكد اللواء نبيل ثروت الخبير العسكري أن العالم العربي في حاجة ماسة الآن وليس غدا في تفعيل قرار إنشاء قوة عربية مشتركة خاصة في ظل الهجمات الإرهابية التي يشهدها العالم أجمع وليس العالم العربي فحسب؛ مشيرا إلى أن تأخير تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك ليس في صالح العالم العربي بل يضر بالأمن العربي القومي كون التنظيمات الإرهابية لم تعد تنام وكل يوم تخطط وتفكر في كيفية تنفيذ عمليات إرهابية هنا أو هناك؛ مشددا على ضرورة تفعيل القوة العربية المشتركة على أرض الواقع مع سن قوانين وقرارات جديدة تكون حاسمة وحازمة لمواجهة الإرهاب والتطرف في البلدان العربية. وأشار ثروت إلى أن القمة العربية الحالية ليس أمامها خيار سوى تفعيل القوى العربية المشتركة على أرض الواقع كون الظروف التي يمر بها العالم وليس المنطقة فحسب تحتم علينا نحن كعرب ضرورة تفعيل القوى العربية المشتركة مؤكدا على أهمية تفعيل القرار في الوقت الراهن مطالبا بنبذ جميع الخلافات العربية والوقوف صفا واحدا لمواجهة الإرهاب والتدخلات الخارجية في الشؤون العربية والتي من شأنها العبث بالأمن العربي. وطالب ثروت الجامعة العربية بضرورة التصدي لأي قرارات دولية بالتدخل في شؤون الدول العربية رافضا التدخل في الشأن الليبي أو السوري كون التدخل في هذه البلاد سوف يعمل على تعقيد الأمور وتفاقم أزمة التقسيمات داخل هذه الدول. وأكد اللواء خالد عكاشة الخبير الأمني والاستراتيجي على أهمية تفعيل قرار القوة العربية المشتركة بات ملحا وضروريا في ظل عواصف الإرهاب التي تضرب العالم بأسره وليس العالم العربي فحسب موضحا أن تطبيق القرار على أرض الواقع سيكون بمثابة الضربة القاضية للإرهاب خاصة في ظل الهجمات الإرهابية المتتالية التي نسمع عنها من حين لآخر. وأضاف عكاشة أن القمة العربية يجب أن تضع في أولوياتها مكافحة الإرهاب وذلك من خلال طرح كافة الرؤى ووجهات النظر للوقوف على الحلول التي تؤدي في النهاية إلى قرارات حاسمة لها مكان على أرض الواقع للقضاء على الإرهاب كون القضاء على الإرهاب يعني حماية اقتصاد دول العالم العربي والسير بقوة نحو دفع عجلة التنمية مؤكدا لا تنمية حقيقية في ظل تفشي الإرهاب الذي لا يريد للعالم العربي خيرا؛ مشيرا إلى ان الإرهاب بات يستخدم لتقسيم العالم العربي وزرع الفتن بين الدول العربية. وطالب عكاشة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بضرورة تفعيل دور جامعة الدول العربية في تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشتركة وقرار تدشين قوة عربية مشتركة للدفاع عن التحديات الكبيرة التي تهدد العالم العربي في الوقت الراهن وذلك من خلال الاتفاق على قرارات موحدة تهدف إلى القضاء على الإرهاب . ويؤكد اللواء حمدي بخيت الخبير العسكري وعضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري أن العالم العربي تأخر كثيرا في تفعيل الاتفاقية التي يعود عمرها إلى أكثر من 50 عاما ولم تفعل إلا قليلا؛ مطالبا العالم العربي بضرورة تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك في أسرع وقت ممكن للوقوف على أرض صلبة لمواجهة هذا الإرهاب الذي يتسع يوما بعد يوم مشيرا إلى أن العالم العربي يجب أن يتنحى عن أي خلافات ويتحد على كلمة سواء للقضاء على كل أشكال الإرهاب في عالمنا العربي. وأضاف بخيت أن القمة العربية يجب أن تكون حريصة على تطبيق كل القرارات التي تتخذ في سبيل حل الأزمات العربية المختلفة ؛ فضلا عن مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه العالم العربي على رأسها الإرهاب الذي أصبح شبحا مخيفا يطاردنا من حين لآخر. يرى اللواء احمد رجائي الخبير العسكري أن عمر الاتفاقية يتخطي الـ 60 عاما ولم تفعل سوى مرات قليلة مرجعا ذلك الى تقصير العرب في تفعيل مثل هذه الاتفاقيات المهمة خاصة في ظل الظروف الراهنة والعصيبة التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية من مواجهة تحديات كبيرة على رأسها الإرهاب الذي أصبح شبحا مخيفا يهدد عالمنا العربي بل والعالم أجمع مطالبا العالم العربي بضرورة الوحدة وإلا سنفقد الكثير من قوتنا ومكانتنا الدولية. وطالب رجائي أن يتم اقتراح تفعيل الاتفاقية في جامعة الدول العربية ولكن من خلال الأغلبية وليس بالإجماع لكي يكون هناك فرصة كبيرة لتفعيل الاتفاقية على أرض الواقع كي نستطيع مجابهة والقضاء على الإرهاب. ومن جانبه قال نور الحراكي سفير المنظمة الدولية للتنمية وحقوق الإنسان إن العالم العربي يمر بأصعب فترات تاريخه المعاصر خاصة بعد ما أصاب عدد من الدول العربية الكبيرة ما أصابها وراحت في غياهب وأتون الحروب الأهلية والتقسيمات؛ مطالبا القمة العربية بضرورة تفعيل كل القرارات والاتفاقيات العربية المشتركة التي تهدف إلى مكافحة الإرهاب بكافة صوره. وطالب الحراكي القمة العربية الوقوف للخروج من الأزمة السورية والعمل على التصدي لبشار الأسد وما يفعله في سورية مشيرا إلى أن سورية حتى الآن فقدت أكثر من 270 ألف مواطن سوري فضلا عن نزوح نصف السكان خارج البلاد؛ متسائلا ماذا ينتظر العالم للتدخل لحل الأزمة السورية بعد قتل الآلاف المواطنين. وأكد الحراكي أن الإرهاب تحول إلى يد في بعض الجهات الدولية لنشر الفتن والتفرقة بين الشعوب العربية وذلك بهدف التقسيم والتشتت لأبناء المجتمع العربي الواحد. ومن جانبه يقول ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل والخبير السياسي إن القمة العربية التي تعقد فى موريتانيا واجهتها تحديات عدم انعقادها بعد اعتذار المغرب عن استضافتها وكانت هي صاحبة الدور فى الاستضافة، وتصدر موريتانيا لعقدها فى العاصمة وأمامها تحديات ضخمة بسبب المؤامرات التي تتعرض لها الأمة العربية والأوضاع السيئة التي تتعرض لها دول سورية وليبيا واليمن والعراق وتواجد الجماعات الإرهابية على الأرض العربية بعملياتها الإجرامية وكل هذا يتطلب تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك أو قرار إنشاء قوة عربية مشتركة وتطبق على أرض الواقع ؛مؤكداً على ضرورة أن تتحول الأمة العربية إلى فاعل وليس مفعول به وتعالج قضاياها الأمنية بمعرفتها ولا تسمح إلى الدول الغربية أصحاب المخطط المعادي بالتدخل وإعادة الدول العربية إلى القرون الوسطى ونرجو أن تشهد هذه القمة العربية تدشين ميلاد القوة العربية المشتركة القادرة على حسم الصراعات لصالح المحافظة على وحدة الدول العربية وأعتقد أن هذا الملف سيكون من أهم الملفات في القمة بجانب مكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي والتجاري. ويقول الدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية إن ظاهرة الإرهاب آخذة في الاستفحال في العديد من الدول العربية، بشكل بات يهدد سلامة وأمن واستقرار هذه الدول، بل تجاوز ذلك في بعض الحالات ليهدد وجود ووحدة أراضي هذه الدول. وأشار عامر إلى أن معاهدة الدفاع العربي المشترك يتكلم عنها الكثير ونعرف عنها القليل. هي معاهدة تم توقيعها في دور الانعقاد العادي الثاني عشر لمجلس الجامعة العربية عام 1950 وانضمت لها الدول العربية على التوالي فيما بعد كانت تمثل تجربة عربية مشتركة يجب تقديرها والتنويه عنها في إطار المرحلة التي نمر بها الآن . فالاتفاقية جاءت استنادا إلى نص المادة 15 من ميثاق الأمم المتحدة والتي تنص على حق الدول منفردة وجماعة في الدفاع عن نفسها ضد الاعتداء الخارجي، كما استندت الاتفاقية أيضا إلى الدفاع الجماعي التي اتبعتها التحالفات الدولية المختلفة. يعتبر أي عدوان على أي دولة موقعة على البروتوكول عدواناً على باقي الدول وأي مساس بدولة من الدول الموقعة على البروتوكول مساساً صريحاً بباقي الدول الموقعة على البروتوكول. وطالب عامر القمة العربية بضرورة إيجاد مكان على أرض الواقع لقرار القوة العربية المشتركة؛ خاصة في ظل عمليات الإرهاب التي تضرب العالم العربي منذ فترة متوقعا أن هناك عمليات إرهابية ستحدث ما لم يقف العالم العربي صفا واحدة للقضاء على الغول اللعين المتمثل في الإرهاب الذي يكبد الاقتصاد العربي أكثر من 50 مليار دولار سنويا مؤكدا أن الإرهاب هو أحد الأسباب في ضرب الاقتصاد العربي بل والعالمي. ومن جانبه أكد الدكتور محمد السيد إسماعيل رئيس المركز الإسلامي لعلماء من اجل الصحوة أن هناك أملا في قرارات هذه القمة رغم اعتذار بعض الرؤساء والملوك مؤكدا أن العالم العربي في حاجة ماسة للوقوف صفا واحدا لمواجهة التحديات التي تواجه العالم العربي والإسلامي؛ مشيرا إلى ضرورة تفعيل القرارات التي ستخرج من هذه القمة التي ستعقد لمدة يومين مطالبا الجميع بضرورة الاتحاد لمواجهة الإرهاب الذي ينخر في عظام الدول العربية بل والعالم كله كان من المأمول أن تفعل اتفاقية الدفاع العربي المشترك التي نري أنها تأخرت كثيراً ولكن لا أتوقع أن تتجاوز الحبر على الورق في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها هذه الدول باستثناء بعض الدول العربية الكبرى وفي ظل الهيمنة الأميركية ولكن نحن لا نريد أن نرى الصورة سوداوية فهناك أمل كبير جدا عن طريق وحدة الشعوب العربية بالإضافة إلى القوى الشعبية الناعمة نأمل في إنجاز ما لم تنجزه الحكومات.

مشاركة :