نجيب محفوظ يسرد مظاهر الاحتفال بشهر رمضان الكريم

  • 5/31/2019
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

يظل شهر رمضان المنبع الكبير الذى يلهم كثيرا من الكُتاب للكتابة عن تلك المظاهر الشعبية، التى يتمتع بها الشهر الكريم، فهناك الاحتفالات وزينة الشوارع، وطقس المسحراتى، وسهرة المقرئين فى بيوت الأثرياء لإحياء ليالى الشهر الكريم، كل ذلك شكل عالما منفردا ليالى رمضان المباركة. ويمكن القول إن هناك كُتابًا برعوا فى التصوير، لدرجة أننا أحببنا ما صوروه بلغتهم أكثر مما هو فى الواقع، وربما ظل تصويرهم وتعبيرهم راسخا فى القلوب والذاكرة أكثر من ذكرياتنا الحقيقية، التى عشناها مع أحداث كتبوا عنها بدقة متناهية وصوروها فخلدوها، وهذا ما حدث مع كتاب وأدباء كبار، حيث وثقوا لبعض الطقوس الرمضانية الخاصة من خلال رواياتهم، ومن هؤلاء الكتاب الذين لا ينساهم القراء على مر التاريخ الروائى الكبير صاحب جائزة نوبل نجيب محفوظ فى روايته «خان الخليلي» فيصف الشهر الكريم قائلا: إن هذا الشهر لا يأتى على غرة أبدا، وتسبقه عادة أهبة تليق بمكانته المقدسة.يتناول محفوظ فى هذه الرواية كيف استقبلت أسرة أحمد بطل الرواية الذى اضطر لترك تعليمه ليتوظف ويراعى أسرته وفى شهر رمضان ورغم ظروف الحرب، فهنا الأسرة تحاول أن تحافظ على عاداتها وتقاليدها فى رمضان، فوالدة أحمد تذهب إلى أن هذا الشهر الكريم له حقوقه وواجباته، ورغم الحرب لا نريد أن نقطع عاداتنا فى الحرب ويؤيدها الزوج فى هذا الرأى الذى كان يخالفهم فيه أحمد أبنهم، قائلا: «ليمضى رمضان كما مضى غيره من الشهور وليعوضنا الله فيما يقبل من أيام السلم».ويسرد محفوظ خلال هذه الرواية أجواء رمضان فينتظر الناس بعد الغروب يتساءلون وعند العشي، تضيئ مئذنة الحسين إيذانا بشهود الرؤية، وقد اجتزأوا بالإضاءة عن إطلاق المدافع لظروف الطوارئ فى الحرب، وزينت المئذنة بعقود المصابيح مرسلة على ضياء العالمين، فطاف بالحى وما حوله جماعات مهللة هاتفة «صيام صيام كما أمر قاضى الإسلام» ويقابلها الغلمان بالهتاف والبنات بالزغاريد، وهذا الشهر هو شهر الليالى الساهرة والزيارات الممتعة حيث تدار الأحاديث على قزقزة اللب، والجوز والفستق.

مشاركة :