لم يصمد اتفاق الهدنة التي تم إقرارها بين الروس وتركيا بشأن محافظة إدلب، إذ عاد سكانها إلى ويلات الحرب والدمار، بعدما لاح لهم بصيص أمل، وفقا للاتفاق الذي نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين طرفي النزاع، إلا أن قوات النظام صعّدت منذ أسابيع وتيرة قصفها، ثم انضمت إليها الطائرات الروسية. أسباب التصعيد يجهل البعض الأسباب الحقيقية وراء التصعيد العسكري في محافظة إدلب خلال الآونة الأخيرة، غير أن البعض يرى أن الروس ونظام الأسد والإيرانيون يجيدون الالتفاف على جميع ما يتم التوصل إليه من تفاهمات واتفاقات في اجتماعات أستانا وسوتشي وغيرها، وأهمها ذريعة ملاحقة الإرهابيين هناك. نوايا الجيش الروسي يشكك العديد في نوايا الجيش الروسي والنظام، حينما يتذرعون في حربهم في إدلب بالقضاء على تنظيم القاعدة، وإخراج جبهة تحرير الشام من المحافظة، غير أنهما لا يوجهان ضرباتهم العسكرية إلى عناصر القاعدة، بل يستهدفون فصائل المعارضة والمدنيين، على أن تبقى القاعدة شماعة من أجل خلط الأوراق، وإيجاد مبررات لقتل وتهجير من تبقى من السكان العزل. قصف جوي ومدفعي يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش الروسي أعلن أكثر من مرة أن قوّات النظام السوري أوقفت إطلاق النار من طرف واحد في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، إلا أن الضربات الجوية والقصف المدفعي لا يزال مستمرا، في الوقت الذي دعت فيه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي روسيا إلى احترام التزاماتها، وإنهاء التصعيد في إدلب. أسباب الالتفاف تفاهمات التهدئة ويتساءل المراقبون عن مصير التفاهمات التي تمت بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب إردوغان بمدينة سوتشي الروسية في سبتمبر 2018، التي جاءت في أبرز نصوصها على إبقاء منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب، وضمان تجنب تنفيذ عمليات عسكرية وهجمات على المحافظة، والإبقاء على الوضع القائم. تفاهمات لروسيا وتركيا ويرى العديد من المحللين أن تفاهمات محور استانا جرت الويلات على السوريين، خصوصا على مناطق المعارضة، وأن ما يجري في محافظة إدلب هو استكمال لتنفيذ تلك التفاهمات، في ظل غياب أي مواقف دولية قوية، لافتين أن الساسة الروس الذين توافقوا مع نظرائهم الأتراك، بشأن الوضع في إدلب ومحيطها، وهجماتهم الحالية، يريدون تأمين قواعدهم العسكرية في مطار حميميم وسواه من أي أخطار. أسباب الالتفاف - فشل تفاهمات استانا بشأن إبقاء المحافظة منزوعة السلاح - إجادة الروس ونظام الأسد والإيرانيين الالتفاف على التفاهمات - ذريعة محاربة جبهة تحرير الشام في إدلب - الإبقاء على شماعة القاعدة من أجل قتل وتهجير المدنيين - تأمين القواعد العسكرية الروسية في مطار حميميم - مزاعم تركيا الأمنية بشأن الوجود الكردي
مشاركة :