لمياء العتيبي تكتب ..الطريق إلى القراءة النوعية

  • 3/30/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قبل أن تغزونا الشبكات الاجتماعية أو حتى المنتديات بسنوات أبعد كان هناك قليل من الأسر التي يتناوب أفرادها الصحيفة اليومية، ويلتهمون سطورها ما بين خبر ومقال وتحقيق، أو يزورون المكتبة لشراء كتب لا تخصصية، كان هناك مثل يتردد بكثرة «أمة اقرأ التي لا تقرأ». واليوم أجد سيلا من المقالات والاقتباسات التي تنشر عبر أدوات التواصل الاجتماعي فالمقالة وصفحات الكتب أصبحت صورة بالإسنتغرام ورابط بـ«تويتر» ونص بمنصات إلكترونية أخرى، وأجد الكثير ممن حولي يقرأون ويعرفون آخر الأخبار والمستجدات بل ينتقون بعضا منها ويرسلونه إلى الآخرين، فأقول هل ولى زمان المقولة القديمة؟! هل أصبحنا نقرأ حقيقة أم أن هذا نتاج التضخم الكبير الذي يشهده العالم بمعدل المعلومات والتي حاصرتنا بكل مكان حتى أجبرتنا على التعرض لها، فالتلفزيون الحكومي لم يعد قناة عربية وأخرى إنجليزية بل قنوات، ونشرة الأخبار أصبحت نشرات، بل إن التداخل طال وسائل الإعلام فالقناة التلفزيونية أضحت مقروءة ومرئية في نفس الوقت على صفحات الويب، والصحف اليومية تفتقت لتكون نسخا متنوعة، وتعددت ليصبح لكل منطقة ومحافظة أو ومؤسسة صحيفة مستقلة، والكتاب الإلكتروني حاضر وبقوة فلم تعد محتاجا لاقتطاع جزء من مصروفك لشراء كتاب، وكتاب الرأي لم يعد فلانا وفلانا بل معظم أمة اقرأ. ومع هذا المحتوى المعلوماتي الكبير الذي تتفاوت معدلات جودته بدا المثقف الحقيقي قلقا تجاه هذا الكم فهو يفتقد القدرة على التعرض الكامل له، ونجد المتخصص لا ينفك عن تتبع كل جديد بمجاله ليكتشف حقيقة تشابه الرسائل وفحواها، حتى أن سلوكيات القراءة تبدلت فأصبح القارئ اليوم «متصفحا» لا يطيق صبرا على قراءة النصوص الطويلة بل يمسحها بعينيه ويداعب عناوينها وسطورها الأولى فقط، افتقدنا القراءة العميقة المتدرجة فأفسدت عاداتنا القرائية حتى ما عاد المرء يطيق صبرا أن يحمل كتابا من 200 صفحة، في حين أنه قد يقرأه عبر الويب في سطر! عندما أتصفح بعض المواقع الإخبارية أجد تكدسا لبضاعة لا يشتريها أحد ومع ذلك فهي تنتج يوميا بالمئات، أخبارا متشابهة ومقالات بلا تعليق، حتى إننا نتساءل أحيانا هل مر أحد من هنا؟! هنا تأتي أهمية القراءة النوعية لإيقاف ضجيج المعلومات الذي يخنق مناخاتنا فأنت المسؤول الأول عن جودة ما تقرأ بتتبع الأفضل وعقد تحالف معه لا تسمح للأفكار الهشة أن تغذي عقلك، ولا تضيع وقتك بتعرض لما هو دون المستوى فلا يبقى إلا القليل للأفضل، فهذا النتاج الهش يبني عقلك وميولك وأفكارك دون شعور منك فحاول أن تقيم مصادر معلوماتك وتقيم كتابك المفضلون ولا بأس بالتنوع لكن اجعله صعودا للأعلى وسموا نحو الأجود. رابط الخبر بصحيفة الوئام: لمياء العتيبي تكتب ..الطريق إلى القراءة النوعية

مشاركة :