تظل مصر فى الصدارة؛ لأنها تمتلك أكبر المدارس الإنشادية فى العالم، وتمتلك تاريخًا كبيرًا يضم عددًا وافرًا من كبار المنشدين والمبتهلين وما زال ينضم للقوائم العديد من الشباب والفتيات، إضافة إلى عدد ضخم من الابتهالات والأغانى الدينية المميزة، فانضم مؤخرًا إلى هؤلاء المحبين والمداحين شاب طبيب فى العشرين من عمره، علا صوته مرددًا أغنية دينية بينما أخذ جمهوره من المحبين صوتا عاليا تشجيعا له، وقد غلبهم الحماس، لينطلق من تلك النقطة صانعًا طابعًا خاصًا له وحده، التقينا به من ضمن سلسلة «أهل المدد»، لنتعرف على نشأته.عن نشأته تحدث غمرى ثروت غمرى عبدالغفار طالب بكلية الطب البشرى ومنشد دينى بدأ رحلته فى الإنشاد الدينى فى سن مبكرة منذ الابتدائية وحتى الإعدادية والثانوية وحتى الآن، وقال إننى بدأت رحلتى مع الإنشاد الدينى فى حفلات المدارس والمسابقات الصغيرة، ولكن بعد ذلك حصلت على مركز جيد فى مهرجان إبداع على مستوى محافظة المنوفية، والآن أسجل حلقات فى إذاعة القرآن الكريم تتضمن القرآن الكريم والإنشاد.طبيب بشرى لا علاقة له بالإنشاد الدينى ولكنه تبحر فيه وأحبه إلى أن هام فيه عشقًا فكان طوقًا للنجاة يقول الدكتور غمري: الإنشاد الدينى هو الإنشاد الذى يتصل بالدين من كل جوانبه، من خلال كلماته وموسيقاه، وهو أحد الفنون الإنسانية التى يلجأ إليها المرء، ليروى بها ظمأ روحه العطشى إلى السكينة والأمان، وقد يلوى عليها ليثبت فى نفسه جوًا من الفرح والسرور والأنس والطرب، وقد لاقى هذا النوع من الإنشاد عناية خاصة عبر تاريخنا الإسلامى، وثبت أنّ النبى استمع إلى الشعر والإنشاد فى مسجده، كما استمع إلى الإنشاد والغناء مع الضرب بالدف فى مناسبة العيد.هناك فرق بين الابتهالات والإنشاد الدينى فيؤكد ذلك الدكتور غمرى بأن الفرق بين الإنشاد الدينى والابتهال مؤكدًا كلامًا قيل سابقًا، إن الإنشاد الدينى كلمة عامة تطلق على جميع ألوان هذا الفن العريق، فالابتهال يراد به كلمات المناجاة والدعاء والتسابيح ويكون ارتجالًا دون لحن مثلما يؤدى بالإذاعة المصرية فى نقل شعائر صلاة الفجر، والأناشيد جمع أنشودة وتكون بألحان معينة ورتم معين حتى إن لم يصحبها الإيقاع، والتواشيح وهى أن تكون للشيخ بطانة وهى مجموعة من الكورال يرددون لحنًا معينًا ثم ينتقل الشيخ بين المقامات ارتجالًا، ثم يعود للجملة اللحنية للكورال وهكذا، وهو من أصعب ألوان الإنشاد الدينى.لدينا موروث لم ينتهِ ولم يخرجه المنشدون للنور إلى وقتنا هذا فيقول المنشد غمري: أنا أرى أن الإنشاد الدينى فى ازدهار، خصوصًا فى مصر فلدينا الآن نقابة العاملين بالإنشاد الدينى التى أشرف بعضوية مجلس إدارتها الموقر بثقة من فضيلة الشيخ محمود التهامى، الذى بعد أن أسس هذه النقابة لم يكتفِ بذلك، فقد أسس أيضًا مدرسة الإنشاد الدينى التابعة للنقابة، والتى يقوم فيها بتدريس هذا الفن بأسلوب راقٍ دراسة أكاديمية بصحبة أساتذة كبار فى هذا المجال وقد خرجت المدرسة عشرات الدفعات.قدم الشيخ نصر الدين طوبار، ما يقرب من مائتى ابتهال فكان على أن أتعلم من علمه والذى أصبح موروثًا لنا جميعًا بل أخذته قدوتى وأرى فيه الصمود بعد الشقاء فكان حافظًا القرآن الكريم وذاع صيته فى مدن وقرى محافظة الدقهلية ونصحه أصدقاؤه بالدقهلية بأن يتقدم لاختبارات الإذاعة وبالفعل تقدم إلى اختبارات الإذاعة لكنه رسب خمس مرات متتاليات، حتى ضجر، لكن إصرار من حوله لاقتناعهم بصوته، دفعه إلى دخول اختبارات أصوات قراءة القرآن والإنشاد الدينى للمرة السادسة، وكان أن نجح فى السابعة فذلك أكبر محفزًا لى، هو رحلة طوبار.أما عن الإنشاد الصوفى فيقول المنشد غمري: صراحة الحلاج وأمثاله مثل ابن عربى وجلال الدين الرومى وشمس الدين التبريزى ورابعة العدوية يصعب فهمهم فهم عرفوا الله عن طريق العشق والهوى لخالقهم، فهم يعبدون الله محبة وعشقا لا خوفا وطمعا. وحتى طريقتهم فى العبادة يصعب فهمها والتسليم بها لذلك يتعرضون للنقد أو للتكفير والزندقة، ولا يسعنا إلا أن نتركهم لخالقهم لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، فمثلًا الحلاج أراد كشف الحجب التى تغلف العقول أراد إيصال الحقيقة لمن يستحقها وأما من جهلها وتكبر عنها فلن يصل إليها حتى يشاء الله، فدعا الحلاج إلى الله بالحب والسلام فى الوقت الذى دعوا إلى الله بالسيف والرماح.
مشاركة :