يضم متحف المركز القومى للمسرح، من بين مقتنياته الخاصة، ماكيت «المسرح القومي» المصغر للتصميم المعمارى الضخم لهذا المبنى التاريخي، به القاعة الصغرى وتحمل اسم الفنان عبدالرحيم الزرقاني، كما أطلق بعد ذلك اسم الفنانة سميحة أيوب على القاعة الرئيسية، إلى جانب غرف الملابس والإضاءة والديكور والمكاتب الإدارية والمتحف، يتمتع المسرح بمبنى أثرى يتميز بجمال التصميم الداخلى وروعة الديكور الذى لا يزال يحتفظ برونقه. بدأت رحلة بنائه عندما أصدر الخديو إسماعيل أوامره بإنشاء المسرح القومى ١٨٦٩، بمنطقة الأزبكية، وتم افتتاحه فى الأول من مايو ١٨٧٣، بإدارة أنريكوسانتيني، وكان مقتصرًا على المقاعد الأرضية فقط، وأضيف لها اللوجات بعد ذلك فى ١٨٨٢، وأحدث به طلعت حرب بعد ذلك نقلة مهمة فى تاريخ مسرح «حديقة الأزبكية»، من خلال رعايته لفرقة أولاد عكاشة بتأسيسه لشركة «ترقية التمثيل»، وقام بإعادة بنائه على صورته الجديدة فى ١٩٢١، وأسند تصميمه وتنفيذه المهندس الإيطالى «فيروتش» مدير عام المبانى السلطانية فى ذلك الوقت، ويرجع إلى طلعت حرب الفضل الأول فى إضفاء الطابع العربى على عمارة المسرح.فقد قرر وزير المعارف، تكوين فرقة مسرحية بإعانة حكومية تصل إلى ثلاثة آلاف جنيه، فى أوائل ١٩٣٤، وأطلق عليها «اتحاد الممثلين»، وأسند لجورج أبيض رئاسة الاتحاد، وفشلت الفرقة لضعف عروضها المقدمة، إلا أن قررت الدولة تأسيس الفرقة «القومية المصرية»، فى ١٩٣٥ برئاسة خليل مطران، وقدمت الفرقة أول عروضها بعنوان «أهل الكهف» للمخرج زكى طليمات، بمسرح دار الأوبرا فى ديسمبر ١٩٣٥، ولكن لم تستمر الفرقة وحلت بقرار فى ١٩٤٢، وتم تأسيس الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى بهدف ترقية التمثيل والغناء المسرحي، وانضم لها الدفعة الأولى من خريجى المعهد فى ١٩٥٠، وصدر قرار وزارى بتأسيس فرقة «المسرح الحديث».اندمجت الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى، وفرقة المسرح المصرى الحديث فى فرقة واحده فى أكتوبر ١٩٥٣، بقرار وزاري، وأطلق عليها بعد ذلك الفرقة «المصرية الحديثة» وعين أحمد حمروش، مديرًا عامًا لها، فى نوفمبر ١٩٥٦، حتى تحول اسمها بعد ذلك إلى فرقة «المسرح القومي» فى أول مارس ١٩٥٨، فور عودته من إحدى جولاته فى رومانيا وجد مسرح الدولة هناك يسمى بالمسرح القومى وأعجبته الفكرة وحال تطبيقها فى مصر بنفس الاسم دون التغير فى الهيل المالى والإدارى والفني.تولى إدارة المسرح القومى مجموعة من كبار الفنانين، من بينهم جورج أبيض، يوسف وهبي، زكى طليمات، أمينة رزق، حسين رياض، فؤاد شفيق، عبدالرحيم الزرقاني، نبيل الألفى، وغيرهم، قدم على خشبته العديد من الأعمال المسرحية لكبار الكتاب من بينهم توفيق الحكيم، أحمد شوقي، عزيز أباظة، بيرم التونسي، فتوح نشاطي، على أحمد باكثير، نعمان عاشور، عبدالرحمن الشرقاوي، يوسف إدريس، سعد الدين وهبة، محمود دياب وغيرها من المسرحيات الحديثة حتى الوقت الراهن.ضم المسرح القومى مجموعة من الأعضاء فى ١٩٦٠، من بينهم حسين رياض، أمينة رزق، أحمد علام، فتوح نشاطي، فردوس محمد، نجمة ابراهيم، فؤاد شفيق، سعيد أبوبكر، فاخر فاخر، حسن البارودي، إحسان شريف، عبدالرحيم الزرقاني، نبيل الألفي، رفيعة الشال، كمال حسين، عمر الحريري، سميحة أيوب، سناء جميل، محمد السبع، نور الدمرداش، شفيق نور الدين، عبدالمنعم ابراهيم، توفيق الدقن، وغيرهم.قدم المسرح القومى على خشبته مجموعة من الأعمال المسرحية، من بينها «أوديب الملك»، «شهر زاد»، «صلاح الدين»، «العشرة الطيبة»، «سلك مقطوع»، «متلوف»، «الشرف الياباني»، «صندوق الدنيا»، «السر الهائل»، الأيدى الناعمة»، «ليلة من ألف ليلة»، «البخيل»، «عودة الشباب»، «صنف الحريم»، «عطيل»، «مصر الخالدة»، «الست هدى»، «المهرج»، «مدرسة الأزواج»، «شقة للايجار»، «سر الحاكم بأمر الله»، «العائد من فلسطين»، «مسمار جحا»، «دماء فى الصعيد»، «إيزيس»، «الخطاب المفقود»، «الناس اللى فوق»، وغيرها من الأعمال الحديثة حتى الوقت الراهن.تعرضت قاعته الرئيسية لحريق فى سبتمبر ٢٠٠٨، أدت إلى اتلافها، وعلى الفور تم إعادة تجديد المبنى مرة أخرى على أيدى مهندسين متخصصين، حتى يعود إلى رونقه مرة أخرى، ليستكمل عروضه المسرحة إضافة إلى بعض محافل وزارة الثقافة، ويظل هذا المسرح صرحًا ثقافيًا وفنيًا عريقًا.
مشاركة :